زاوية الكاتب هاشم غرايبه

edit

الكاتب الحواري الاردني هاشم غرايبه ولد في بلدة حوارة احدى قرى اربد عام 1953م اصدر مجموعة من الروايات منها المقامة الرملية , الشهبندر , قصة بترا, واصدر عدة مجموعات قصصية منها : هموم صغيرة وقلب المدينه وعدوى الكلام نقلا عن كتاب اللغة العربية للصف التاسع

*عودة الاشتراكية!!

هاشم غرايبة

11/19/2011

قبل حوالي قرن، حلم البشر بـ "الاشتراكية" كنظام اقتصادي أكثر عدلا.. وحاولوا وضع البشرية على عتبة حياة جديدة تُحدث قطيعة مع الاستغلال البشع والحروب المدمرة..

والآن، بعد أن خَفَت حلم "الاشتراكية" الجميل، حتى صار يخجل به من حلموا به وسعوا لتطبيقه، ها هو ذا النظام "المنتصر"، الذي هلل لخفوت ذلك الحلم، وكتب "نهاية التاريخ" وإلى الأبد!.. ها هو ذا يعيش "أزمة" دائمة لا أفق واضح للخروج منها.. فهل آن الأوان للرأسماليين أن يخجلوا؟!

الجشع الرأسمالي قاد لاكتشاف أن الاستثمار في "الإنتاج" ذا مردود ضيق، فخلق سوقا موازيا ابتكر له مكانزمات ماكرة كي تكون مردوديته بلا حدود، وقدرته على نهب الشعوب أسرع. إنه رأس المال المالي الذي أتى بسندات الدين، والمضاربات في البورصة، وعزز سطوة البنوك كأسرع وسيله للنهب؛ وإفقار الناس والدول أيضا. ففي حين أن نسبة الأرباح في القطاع الإنتاجي لا تكاد تقترب من 20% سنويا، تتجاوز مثيلتها في سوق المال حد الـ 20% في الشهر الواحد أحيانا!! وهكذا طغى سوق المال على الاقتصاد وصار إنتاج السلع لا يدر ربحا يشبع نهم البرجوازية التي كانت فيما مضى تكتفي بالحصة الأكبر من عوائد "فائض الإنتاج"، و تبقي هامشا معقولا للرعاية الاجتماعية. لكن أسواق المال سرّعت هذا النهب وعززت نفوذ أرباب المال ومشعلي الحروب حتى صارت بورصات وبنوك اليوم تُوقع المجتمعات البشرية والدول الكبرى في أزمات لا فكاك منها.

اليونان هي الضحية الماثلة أمامنا اليوم، والاقتصاديات التي عليها أن تتخلى عن بعض كعكتها لصالح "أزمة" اليونان هي الآن في أزمة أيضا، فالبطالة والتضخم وتراجع معدلات النمو تزداد في العديد من هذه الدول "المتقدمة!"، وصارت منظومة اليورو في وضع لا تحسد عليه.

"الأزمة" إذن لا تخص اليونان وحدها. بل النظام الاقتصادي العالمي.. من هنا تعلقت الأنظار بالصين ودول أخرى كانت تسمى "نامية" لإنقاذ الاقتصاديات الكبرى راعية النظام الرأسمالي، وأمريكا رأس هذا النظام وقائدته باتت عاجزة عن إنقاذ دولة صغيرة ، وتابعة سياسيا لهذه المنظومة، من أزمة يعرف الجميع ويعترف بأنها إن لم تعالج فلا أحد يدري مدى حدود هزاتها، وارتداداتها..

حتما هذا يعني أن النظام الرأسمالي كله في "أزمة" بنيوية حادة.

لنأخذ مثلا أزمة 2007 المعروفة بـ "الرهن العقاري": هناك منازل بنيت، أي أن المجتمع لديه من الإمكانات ما يكفي لبناء تلك المساكن، ومن جهة أخرى هناك مواطنون في حاجة إلى مأوى. فإذا أخذنا المجتمع الأمريكي كوحدة متماسكة فليس هناك من أزمة. لكن إذا أخذنا المجتمع الأمريكي كمجموعتين مختلفتي المصالح فهناك أزمتين وليس أزمة واحدة:

_الأزمة الأولى أزمة الفئات التي لا سكن لها ولا موارد كافية لامتلاك هذا الحق الأساسي من حقوق المواطنة.

_الأزمة الثانية أزمة فئة استحوذت على خيرات المجتمع إلى درجة أنها لم تترك فيه حتى من يستطيع أن يشتري منتجاتها.

الأزمة إذن هي أزمتان:

- أزمة برجوازية جشعة تريد أن تتنكر لمقومات الدولة الرجوازية بوصفها "دولة الرعاية الاجتماعية".

- وأزمة الفئات المهمشة والتي في طريقها إلى التهميش، التي رمتها الرأسمالية المتوحشة، في متاهة الركض وراء لقمة العيش..

أزمة وول ستريت أجبرت الدولة على التدخل لإنقاذ مؤسسات بنكية تتجه نحو الإفلاس، ويتكرر الأمر في اليونان الآن. فهل لدى اليونان مثلا – الرأس الظاهر من جبل الجليد - صندوق مماثل لإنقاذ فئات اجتماعية بكاملها مقبلة على الإفلاس بسبب برنامج التقشف الذي اعتمدته لإنقاذ اقتصادياتها؛ بل لإنقاذ بنوكها؟؟

حتى في اليونان المفلسة يفرضون خطط تقشف على الناس من أجل حماية البنوك..!!

يقول Paul Grignon، مؤلف كتاب "النقد والديْن"، بأن [المؤسسات البنكية الخاصة صارت شبه مسيطرة تماما على الاقتصاد، وصارت تقدم دينا له خاصية عدم الأداء. فالمؤسسات البنكية تخلق فقط النقد الذي يُمنح قرضا، ولا تخلق الفرص التي تساعد على تأدية حتى فوائد هذا الدين. من هنا فالنظام الاقتصادي متجه حتماً نحو الإفلاس.]

ويضيف، [على الدولة أن تضع حدا لاستقلالية البنوك، وأن تأخذ عملية تدوير فائض الثروة بين يديها.].

لقد صار واضحا أن استمرار سيادة هذا النظام المالي الربوي بلا حدود تعني أن مستقبل البشرية محمول على الاحتمالات الغامضة، فيما المنظرون الاقتصاديون البرجوازيون لا يزالون يعيشون خوفا داخليا من أي رجوع محتمل للاشتراكية..

الدول المريضة في القارة العجوز لا تجد الترياق عند سيدة العالم الحر أمريكا، بل تطلب النجدة من اقتصاديات كانت تنكرها بالأمس القريب (الصين والهند ونفط ليبيا وأمثالها).. وتريد استعادة أقل ما يمكن من "الدولاتية" وقاية من المجهول القادم بمسمى جديد وعقل جديد لعالم جديد؛ عالم ما بعد الرأسمالية المتوحشة..

لنا أن نتشاءم، لنا أن نتفاءل، ولكن بقاء الحال من المحال

 

  افتتاح صالون الروائي هاشم غرايبة الأدبي

إربد- أحمد الخطيب- يفتتح الروائي هاشم غرايبة صالونه الأدبي في مقر مكتبه الكائن في مدينة اربد، في الواحدة والنصف ظهر اليوم السبت 25/6/2011.

يجيء هذا الصالون في خطوة هي الأولى من نوعها بمدينة إربد ، ليضيف لبنة جديدة إلى الحراك الثقافي الكبير الذي تشهده المدينة، وتتنوع مفرداته لتصل إلى نبش التراث وقراءته قراءة جديدة عبر نخبة من الأدباء والأكاديميين، إضافة إلى البرامج المتنوعة التي تحتفي بالطاقات الإبداعية المحلية وإبداعاتهم.

غرايبة قال لـ(الرأي): إن هذا الصالون الخاص بالإبداع الشبابي، سيناقش اليوم السبت بحضور نخبة من الأدباء والأدباء الشباب موضوعه الأول:» الأدب الشبابي في الأردن»، منوهاً أن فكرة الصالون تقوم على أساس حواري دائم للجميع، ولا يوجد فيه محاضر ومستمعون.

وأضاف أن أبواب الصالون ستكون مفتوحة للجميع، وستتناول موضوعاته كافة تجليات الإبداع والفن، من رسم وعمارة وأدب وموسيقى ، إلى غير ذلك من الموضوعات التي يقترحها المشاركون في الصالون،لافتاً إلى أن الموضوعات التي ستناقش كلّ يوم سبت لن تقتصر على الإبداع الشبابي.

يشار إلى أن الروائي غرايبة تخرج من ثانوية إربد سنة 1970م، ومن ثم جامعة بغداد سنة 1975م،بتخصص مختبرات طبية، ومن جامعة اليرموك سنة 1990م بتخصص اقتصاد، وهو عضو في رابطة الكتاب الأردنيين، وعضو في اتحاد الكتاب والأدباء العرب، ويكتب لصحيفتين: صحيفة الرأي الأردنية وصحيفة القدس العربية اللندنية

صدرت له من الروايات: رواية بيت الأسرار ، والمقامة الرملية ، والشهبندر، وبترا/ ملحمة العرب الأنباط .وأوراق معبد الكتبا،و رواية القط الذي علمني الطيران. 

كما صدرت له من القصص القصيرة: قصة هموم صغيرة ، وقلب المدينة - وقد ترجمت إلى الألمانية (ترجمة اورسولا باسهير- معهد الدراسات الشرقية - نيمفيخن)، وعدوى الكلام. وقد ترجمت بعض قصص هذه المجموعة إلى اللغة الإنجليزية.وله عدة مسرحيات أردنية، نذكر منها: كان وما زال، والباب المسحور، ومصرع مقبول ابن مقبول ، ومسرحية الوقوف على قدم واحدة ، ومسرحية الغابة المسحورة للأطفال ، ومسرحية الصرح.وفي مجال الكتابة للأطفال، أصدرت له: غراب أبيض ، وغزلان الندى ، والسمكة الضاحكة - وهي عبارة عن تعريب لقصة الإيطالي أوجينو كاباتا.وله دراستان: الخيال العلمي في ثقافة الطفل العربي، وأوهام سائدة في أدب الأطفال العربي.كما صدر له: الحياة عبر ثقوب الخزان ( عن السجن والفرح والناس) ، والمخفي أعظم - وهو قراءات نقدية. وشقائق النعمان

 

سواليف حصيدة  هاشم غرايبة  6/19/2011

سواليف حصيدة

   الموسم جيد، وكتبت برومانسية لذيذة عن سنابل القمح الذهبية، وشرب الشاي على خرزة بئر الماء، وعن جمال سهل حوران، وخصوبة أرضنا المعطاء.. لكني ظلّلت ما كتبت، وضغطت (delete)!

حصدت 60 دنماً ، وجنيت 10 أطنان قمحاً.. ماذا أفعل بها؟.. حقاً أنا محتار؟

هل تطابق حساب الحقل مع حساب البيدر؟!!.. لم أكن قلقاً وأتفقد الحقل سبلة سبلة كما كان يفعل أبي. فما عادت الأرض من أهم وسائل الإنتاج، ولا يشكل المحصول عماد حياة الناس!

بعد البيدر كان أبي يعطي كل ذي حق حقه: سداد الدين، الزكاة، حصة شيخ الجامع، حصة الحاووط، حصة المخضر (حارس الحقول).. الخ.

هذه الأرض ذاتها عملت فيها بمعية أبي حرّاثاً، وبذّاراً، وعشّاباً، وحصادا.. ومنحتنا عيشة محترمة، وأنفقت على تعليمنا في الجامعات أيضا.

تطورت أدوات الإنتاج الزراعي بسرعة، فصرنا نزرع حقل القمح في نصف يوم من أيام كانون، حيث البذار، والكيماوي المضاد للفطريات، والسماد.. يبذر كله من الماكينة (البذّارة)  في وقت واحد. ثم نرش الحقل بمبيد الأعشاب الضارة في ربع يوم من أيام نيسان. وفي حزيران نحصد الحقل في ساعة زمن بعد عصر يوم قائظ.. (صار بالإمكان تشغيل ما كنتي حصاد معا في الحقل، بسبب تزايد الأراضي المزروعة اسمنتا واسفلت في قريتنا.. بينما كان أبي ينتظر أياما على راس الحقل ليحظى بماكنة حصاد، وكانت تقوم نزاعات وخصومات بسبب الدور على تلك الماكنة!..).

ولكن ما جدوى المحصول؟

عشرة أطنان قمحا تباع بـ 2500 دينار، يخصم ألف دينار مصاريف البذار والسماد والكيماوى وأجور ماكينات البذار والرش والحصاد آنفه الذكر. يبقى 1500 دينار (أقل من راتب ابني الشهري)!

  نعم، إنها سواليف حصيدة!

كان يصاحب جني المحصول مجموعة من السلوكيات والطقوس والعادات والأغاني والألعاب باعتبارها موروث ثقافي ضاربة الجذور، ومنها  ما يطلق عليه (سواليف الحصيدة) التي لا تعتمد الصدق والواقعية، بل تروى لتخفيف عبء العمل، ولتبعث المرح والنشاط.. وكان الناس يحبون السواليف بعد عناء يوم طويل..

[.. عند الفجر رأيتُ في السهوب جنيّاً يعزف على قصبة. وكانت جنيّات الوادي الجميلات يرقصن حوله. ولما اقتربتُ. نفرن كسربٍ من الأيائل!

قص أيضاً. ماذا رأيت؟

وصلتُ حقل القمح مع بزوغ الشمس. رأيتُ ثلاثَ عذارى على طرف الموجات الخضر، وكنّ يسرّحن شعرهن الأسود بمشط من ذهب.. ثم يطرن كسرب القطا.

قص أيضاً. ماذا رأيت؟

قبيل الغروب رأيت شيخاً من فضة، يعزف على نايٍ من قصب. وحوله الجنيات يرقصن، وثلاثُ عذارى يمسحن عرقه بشعرهن الحريري.

وكان الناس يحبونه لأنه يقص عليهم الحكايات.

خرج ذات صباح، ككل صباح.. سمع صوت ناي الجني، واقترب. لم تفرْ من أمامه جنيات الوادي، ورفرفن فوقه كسرب القطا.

فرك عينيه، وسار إلى حقل القمح؛ رأى الحوريات الثلاث على طرف الموجات الخضر يُسرّحن شعرهن بمشط الذهب.. ولم ينفرن!

تابع عمله بإزالة الأعشاب الغريبة من بين السنابل اليانعة، والجنيات الجميلات يحمن فوقه كسرب القطا..

قبيل الغروب؛ عزف الجني لحناً مذهلاً.. وجاءت العذارى الثلاث يمسحن عرقه بشعرهن الحريري!!

في ذلك المساء، عندما عاد إلى قريته، وسأله الناس كالأمسيات الأخرى:

هيا قص علينا.. ماذا رأيت؟

أجاب: لم أر شيئا!!]

ذهبت بركة الحصاد، وبقيت السواليف..

حتى عام 1975 كنا نصدر قمحاً وعدساً إلى مرسيليا في فرنسا. اذكر هذا التاريخ لان اندلاع الحرب الأهلية في لبنان ذلك العام أدى إلى حريق محصولنا في ميناء بيروت..

عندي عشرة أطنان قمحاً مثل الذهب، وأشتري كل يوم بنصف دينار خبزاً مفئرناً من مخبز المدينة ذو الواجهات الزجاجية المشعشعة بالأضواء!

سواليف حصيدة.. أليس كذلك؟!

 

 

 

اي بني

Icon24 هاشم غرايبة 6/12/2011 *هاشم غرايبة   أي بني:

الحب ليس الزهرة ذاتها بل هو عبيرها.

يحيا جسم الإنسان بالتنفس، ويموت حال توقفه. كذلك تعيش الروح على المحبة.

لكن الحب ليس سهلاً أبداً، وطريقه محفوفة بالمشاكل إن لم نقل المخاطر.. لذا فالحب يحتاج إلى الشجاعة، لأنه يأتي بمشاكل كثيرة ليس المطلوب تجنبها، فباستطاعة المحب أن يجعلها مشاكل جيدة. بل هي جيدة بالضرورة، لأنها تخلق التحديات. والحياة لا تتطور بلا تحديات نواجهها وننتصر عليها.

الحب يشحذ الذكاء، ويشحن اليقظة، ويلزمه الانتباه لمواجهة كل هذه المشاكل والتحديات وتحويلها إلى انتصارات تثري المحبة.

أي بني:

أحزر الرغبات التي تمور داخلك. والمخاوف التي تقلقك..

إن لقاء عاشقين هو التجربة الإنسانية الوحيدة التي يمكن أن تقترب من سر الوجود. ويمكنها أن تقول شيئاً عن الذي لا يوصف!..

لا استطيع أن أشرح أكثر، كل ما استطيع قوله:

الحب يتطلب الرهافة.

الإحساس المرهف بالذات وبالآخر هو فن الحب.

لا يمكن أن يكون الحب واجباً. إذا شعر المرء بوجوب أن يحب فهذا رياء. وسيعاني من عقدة الشعور بالذنب. وهذا يفاقم التوتر والإحباط، فيقلّ الفرح، ويتراكم الغم، ويخبو الإلهام

أي بني:

إن أكثر فعلٍ لا أخلاقي يمارسه البشر هو استغلال الآخر باسم الحب.. (ادعاء) الحب هو فخ الرغبة في تقييد الآخر. قد يكون القيد سلاسل من ذهب مرصعة بالماس.. لكن الحرية أثمن. الحب هو الحرية. حرية الأنا والآخر.

الحب يعني احترام الآخر. احترام الآخر كغاية في حد ذاته. الآخر ليس وسيلة أبدا.. هل تقبل الأنا أن تصير وسيلة لآخر؟!

أي بني:

يحاول كثير من الناس أن يكونوا أي شيء عدا أن يكونوا عشاقاً! يريدون أن يصبحوا أثرياء. أقوياء. مشهورين.. ويقبلون في سبيل ذلك أن ينتف ريشهم، ثم تكسر أجنحتهم.. وأن يخسروا المحبة!

فانتبه.

القلب الخالي من الحب يعني عقلاً عاجزاً عن الإبداع..

إذا كنت لا تحب الغيوم فكيف ترسمها؟ أذا كنت لا تستمتع بحفيف الأشجار وتغريد الطيور فكيف تغني؟ إذا كنت لا تحب الناس فلمن تكتب أشعارك؟.. ما لم نحب الكون والكائنات. ما لم نطرب. ما لم ننتش. فكيف نبدع؟

اعشق يا بني. اعشق. بكل جوارحك. افرح. افرح بقدر ما تستطيع.

كن نابضاً بالحياة، وشارك الآخرين أفراحك لعلك تستطيع إحياء بعض النفوس .. فما أكثر الذين أضاعوا الحب ففقدوا كل بهجة!..

اجعل الحياة أفضل حالاً- ولو قليلاً- مما وجدتها عليه.

أي بني:

كن عاشقاً. كن عاشقاً بوجه عام. وليتجلى ذلك في عيني شخص لذاته وبذاته.. ولا تسمح للحب أن يصير مجرد علاقة!

(العلاقة) مساومة خطيرة للغاية على الحب. كن ببساطة محباً وكفى.

كلما ارتقينا في الحب يتعمق معنى الحياة داخلنا. ونصير أكثر نبلاً. أكثر فرحاً. نصير بشراً بأجنحة.

ليس الإنسان من يدب على الأرض فحسب. إن لديه القدرة أيضاً على التحليق عالياً.

الحب طائر حر يحتاجك أن ترفرف عالياً وتحلق بلا خوف إلى حيث لا تدري.

لا تحبسه. دعه يأخذك على جناحيه إلى اللانهاية..

أي بني:

اريج الزهرة كيف يُرسم؟! الطائر الحر إلى أين يُحلق؟!

عش التجربة، ولا تسلني ما الحب؟

--------------------------------------

 

Icon24 سر الوردة   http://www.sawaleif.com

هاشم غرايبة

15/5/2011     

 لا بد أن الشخص الذي قال: درب الحياة ليست مفروشة بالورود شخصاً غير يقظ! أقول العكس، درب الحياة مفروشة بالورد، كل ما على المرء القيام به هو نقل الحركة من الداخل إلى الخارج. من اللاوعي إلى الوعي!.. والإجراء بسيط، نسيناه لشدة سهولته وبساطته: 

الانتباه!

عندما تمشي راقب مشيتك. عندما تأكل انتبه لطعامك، عندما تعمل ركز في عملك.. فقط لا تستمر بالمشي على غير هدى. ولا تحشو بطنك بصورة ميكانيكية، ولا تمارس عملك والعقل في مكان آخر. 

اننا نفكر بألف شيء وشيء فيما نقوم بعمل واحد. عندها لا نكون واعين تماماً لما نقوم به، لذا لا نحسن عملنا. لا نحسن حتى الاستمتاع بطعامنا..

كل ما علينا القيام به الانتباه، واليقظة، وأن نستغرق تماما فيما نقوم به. 

وأنا اكتب هذه الكلمات الآن علي أن أفكر فقط فيما أكتب. 

انس العالم كله بينما تتناول الطعام. كُل واستمتع. عندها تأكل حاجتك فقط. وتمضغ ما تستمتع بطعمه فقط. 

عندما تمشي، فقط امش. عندما تصغي، قط اصغ. عندما تتكلم فقط تكلم، عندما ترسم فقط استغرق في الرسم.

انتبه. وكن واعيا لكل إشارة، لكل فارق دقيق يبعدك عن المسار. وبالتدريج ستكتشف قوتك الكامنة وتتقن الحياة.

لقد ولدنا ولدينا قوة كامنة عظيمة. لكنها كامنة وحسب. يمكن أن نموت دون أن ندركها. وقد نضِلّ الهدف إن لم نتحرك عن وعي ويقظة.

إن بقينا مجرد خشب يطفو على سطح الماء تحت رحمة الرياح والأمواج. إن بقينا عرضيين، عابرين للسبيل بلا يقظة ولا انتباه؛ عندها يكون احتمال الضياع كبيرا. وهذا ما يفسر الشقاء الذي نراه لدى كثير من البشر. ليس للشقاء سبب خارجي دائما، غالبا ما يكون السبب في الداخل ونفتش عنه خارج أنفسنا. أصل الإرباك يأتي من فقدان الهدف: عندما يشعر المرء بشيء ما مفقود. لا يعرف بالضبط ما هو.. عليه أن يفتش داخله بلا كلل حتى يعثر عليه.

هناك ما هو أكيد: كل إنسان يحمل داخله بذورا لم تنضج. شيء ما لم يزهر بعد في عقله وروحه.. البذرة مغلقة على أسرارها. تكون البذرة عادة عرضة لاحتمالات شتى من البؤس والنجاة.. البذرة ليس لديها اتصال مع الفضاء وفرحه، ومع النوازل وصدفتها، لكن سرها هو توقها لمعرفة الحياة. البذرة صفتها الصمت في دفء التربة، واليقظة لأول نقطة ماء. ويوما ما تنفلق البذرة، ذلك هو يوم الفرح، عندما تنتش البذرة وريقاتها اليانعات، وعندما تتفتح زهرتها يكون اكتمال الفرح ..

وحدها الزهرة قادرة على الرقص في مهب الريح، وتحت وابل المطر، وتتحمل الشمس الساطعة.. وحدها القادرة على أن تغني أغنيتها. وحدها تشعر بالانسجام مع الوجود، وحدها تبتسم للفضاء الرحب فتعرف قوس قزح، والنحلة، والقمر، والغيمة، وأنواع الطيور وهي تسعى نحو الاكتمال والرضا. الزهرة عرضة للاحتمالات أيضا: قد تذبل وقد تكسر أذا سهونا عنها، وقد تصير ثمرة يانعة، أو بذرة تضمن دورة الحياة.

عادة ما نكون ألف شيء وليس شيئا واحدا. بداية اتحد مع ذاتك، مع بذرتك واصمت حتى تزهر وردتك، ثم اندمج مع الكل، مع الكون إن شئت.

 عندما تنتبه للكامن فيك وتزهر وردتك يخضر الربيع، وتصبح أنت عطرا فواحا جميل الحضور!

----------------------------------------------

 

Icon24  شقائق النعمان  للكاتب والروائي :هاشم غرايبة

19/4/2011

 ثمة أرض أخرى أجمل، وأعتقد أنني لكنتُ فضّلتُها، ولكني في حوارة وُلدت.. رائحة حليب وعشب. رائحة زيتون وخبز. رائحة النعناع والزعتر المخبأة في ثوب أمي.. هذا هو الوطن: صوت أذان الفجر. وزقزقة العصافير. وتفتح شقائق النعمان، وشقعة المزراب. وصوت جدي: كان ياما كان..

كان يا ما كان.. كان جدي قاصا ماهرا، نقلني دون مقدمات إلى عالم شاسع مليء بالطير والجن والحيوان والشجر والجبل والرمل والغيلان والملائكة والشياطين والناس والنار والماء وبريق الذهب!

ليس مهما أن يكون جدي قال ذلك فعلا لكنه علمني أن كل الأشياء لها أرواح وأقوال وأفعال وروائح وظلال تتمازج وتفترق متجلية ومجلية وحدة الكون وسر الوجود.

جدي دلني على مصباح علاء الدين: طلب مني ذات ليلة إحضار السراج الذي ترقص شعلته في عمق زجاج النافذة، فتحت النافذة فاختفى السراج.. بعد عدة محاولات رفعت السراج المعلق على الحائط فظهرت معه في عتمة النافذة. مسح على راسي، وقال ستنال ما تريد. وها أنذا أفعل. ما لا أحققه على أرض الواقع، أمتح صورته من عتمة النافذة إلى بياض الورق، فيصير واقعاً!

حوارة علمتني أن الخبرة أهم من الحكمة. الخبرة تساعدك على تقشير الراهن لتراهن على الآتي، أما الحكمة فهي معلقة في الفراغ حيث لا زمان ولا مكان. إنها فائض الغرور البشري..

أدّعي بأن حوّاره وجدي هما مصدر إلهامي الأول.. هناك كانت السماء قريبة، وبابها سهل الانفتاح في ليلة القدر وفي غير ليلة القدر، وكان الناس الصالحون والطالحون قريبين من السماء دون تبجح.. كانت الدروب أوسع، والعتبات أجمل، والفضاء أرحب، وروائح الأشياء متباهية باستقلالها.

حوّاره علمتني (الندّية) دون استعلاء على ضعيف، ولا خنوع لقوي. روحي فخورة بخسارات العمر التي ربحتها في الندية مع بسطاء الناس والمتجبرين على حد سواء. وجسدي مليء بجراح الطفولة التي منحتني إياها الندية مع الكائنات: المطر والبرق والورد والحصان والجبل والشجر والحجر.. كائنات مثلي عشت معها في وحدة صراع واحترام متبادل..

حوارة مكان الغولة القاطنة في مغارة «الحبوبة، ومقام الخضر المحاط بالرهبة والغموض. المشنشل بالأماني السرية على شكل شرائط خضراء.

حوّارتي أستنشقها مع روائح الكائنات، وأعرف روحها في الأفنان الدقيقة لأشجار الزيتون، وفي رائحة الطين، وطراوة غزلان الندى التي أصادفها أينما اتجهت الذاكرة.

أتذكر صخرة حارقة على حافة البركة الكبيرة، ونساء يغسلن الصوف على الحافة، وأسراب طيور أبي سعد المهاجرة تحوم في الأفق، ودواباً تلوح أذنابها بغبطة، وهواء ملفحاً بالشمس وباعثاً روائح اللبن والخزامى، ومرجعاً صدى زعيق الغربان، وزقزقة العصافير وهي تشكر رازقها..

أدخل (البيت الكبير)-وهذا هو اسم الغرفة الواسعة التي ولد ومات فيها جدّي-أتنفس رطوبة المكان العتيقة منادياً: جمّال ابن جمّال ، سرقوا لك جمالك ، يرد جدي بصوته الأجش: سيفي تحت رأسي ما بسمع كلامك.

كان ركوب الجمل ، والصعود إلى السرير، وتخيّل حكايا جدّي، من المهارات الصعبة علي. كنا صديقين: نتشاجر ونتصالح ونتخيل أشياء طريفة نقصها على بعضنا بعضاً باستمتاع وثقة: حدثني عن (عوج بن عنق) الذي يتناول الحوت الضخم من قرار البحر الشاسع، ويرفعه إلى الفضاء الواسع ، فيشويه على قرص الشمس اللاهب ، ويأكله!... ثم يلملم السحاب بقبضته، فيعصره، ويشرب..

صديقي أحب السنونو المواظب على زيارة البيت الكبير. يقول إن هذا الطير مبارك، لأنه أطفأ نار سيدنا إبراهيم عليه السلام، ولا يملّ تكرار القصة. يدعي أن السنونو يحضر له الحلوى ، ويخبئها في سريره. البحث عن هذه الهدايا ، يعني معركة مع السرير العتيق ومـع جـدي، فأنزعـج من صرير الحديد ، ومن مداعبـات جـدي ، خاصـة لعبـة (الواوي) الذي يأكل آذان الأولاد المشاكسـين، فأحـس فمه الخالي من الأسنان أملسَ ، ولعابه دبقاً على أذني، فأغضب وأضربه ، ويضربني ، ويعلو صياحنا.. ثم يسمح لي بالوصول إلى حبات الحامض حلو أو قطع (الحلقوم) ، فأهدأ، ونتصالح ، ونقتسم الغنائم.

تجولت في البيت الكبير، قلّبت الأشياء، وأنا أستحضر صوراً مختلطة بين الماضي والحاضر.. وفجأة انتصبت أمامي إحدى قوائم سرير جدي ، سحبتها من بين الركام ،فأحدثت ضجة قبل أن تنتصب أمامي بزركشتها التي أحفظها جيداً رغم الصدأ. أمسكت الرأس النحاسي المغطى بالجنزارة، فركته فاستدار ، سحبته فانفتح لب العمود، قلبته وأنا أتفحصه... «تجار الأنتيكا سيدفعون ثمناً مجزياً..» و.... كرّت أمامي حبات حامض حلو متحجرة، ودحنون جاف ، فراشات مهشمة، كرارات زجاجية ، كرارات خشبية ، و... ريشة سنونو مغبرة.. من بين الأتربة الناعمة رفعت ريشة السنونو ، نفخت عليها فاستجابت، طار الغبار عنها، وعادت نظيفة.. ابتسمت. فرحت. رقصت في عتمة البيت الكبير، وأحسست أني قادر على احتجاز السحاب لأشرب منه... ركزت الريشة خلف أذني باعتزاز، وقلت بحماس: «سأرمم البيت الكبير، وأنعم بظل الدالية الهرمة، وأستمتع بأسراب السنونو، وأعيد أيام الدحنون ولعبة بتحبني ما بتحبني مع بتلات القحوان، وأشوي الحوت على قرص الشمس»، و..

 

Icon24 افتتاح سرايا اربد مشاركة كتاب القط الذي علمني الطيرانللكاتب هاشم غرايبه موقع حوارة فادي حداد اهداء احمد ع غرايبه

Large_1238129521تنزيل ملف الصورة بالحجم الأصلىLarge_1238129517تنزيل ملف الصورة بالحجم الأصلىLarge_1238129520تنزيل ملف الصورة بالحجم الأصلىLarge_1238129519تنزيل ملف الصورة بالحجم الأصلىLarge_1238129515تنزيل ملف الصورة بالحجم الأصلى

 

*** تُقيم موسسة عبد الحميد شومان أمسية ثقافية يتحدث فيها الروائي هاشم غرايبة عن تجربته الروائية ؛ خاصة عن روايته الأخيرة ( القط الذي علّمني الطيران ).يُقدّمه الدكتور أحمد الخطيب

الزمان : الساعة السادسة والنصف 6 : 30 من مساء يوم الأثنين الموافق 21 / 3 / 2001

المكان : مؤسسة عبد الحميد شومان / جبل عمان / الدوار الثاني

الدعوة عامة

 

** كتب هاشم غرايبه في مقاله الجديد اوكازيون من موقع سواليف 

ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.

في قريتي كان الناس يقدسون الخبز. 

عرفنا خبز الطابون "المهايد"، وخبز الصاج "الشراك"، وخبز "العربود" يشوى مباشرة بالنار، ويسمى أيضا "المملول". عرفنا خبز الشعير أو الذرة مخلوطاً مع البصل "الكراديش".. 

وأكلنا الخامر والعويص.

كنا نرفع كسرة الخبز اليابسة نقبلها ونرفعها إلى الجبين قبل أن نودعها في رجم الحجارة، أو نحشرها في شق جدار عال! 

كذلك كنا نقدس الحرف. الورقة المخطوطة أو المطبوعة؛ لمجرد كونها تحمل شرف الكلمة؛ كانت تحظى بذات القدسية التي تحظى بها كسرة الخبز!..

http://www.sawaleif.com/details.aspx?type=articles&detailsId=7893

 

*** كما لو تقروا مقالة عن البندورة كان قد كتبها الكاتب هاشم الغرايبه 

(وكان الباعة في حسبة خضار اربد ينادون: ‹› مال ارحابا يا بندورة›› لتميز قرية ارحابا بإنتاج البندورة: ‹›الحبة توزن كيلو››. وكان لا يخلو ‹›مارس›› أو بستان، أو حاكورة، في الأردن من ‹›معناة›› مزروعة بالبندورة. تفي بمؤونة البيت، والفائض تصنع منه ربة الدار: ‹›دبس البندورة›› أي ‹›رب البندورة››، و››كشك البندورة›› أي البندورة المجففة.. وتفنن الأرادنة باستعمال البندورة على موائدهم، وذاع صيتها.. ونسبوا أول زخة مطر تهطل في أيلول إلى عملية تجفيف البندورة الصيفية، فسموها ‹›شتوة المساطيح›› إذ كانت تسطح البندورة الصيفية، وتملح، وتنشر على المصاطب، والسطوح لتصير ‹›كشكا››، فإذا ما بكّر الهطل بالنزول اضطروا للم ‹›مساطيح البندورة›› كي لا يطالها المطر فسميت ‹›شتوة المساطيح».)

http://www.sawaleif.com/details.aspx?type=articles&detailsId=7536

 

 

 

بندورة

زاوية هاشم غرايبةSunday, December 26, 2010

البندورة من مكتشفات العالم الجديد، وربما هي أفضل ما جاءنا من أمريكا.. وفي أول عهد البشر بها احتاروا في تصنيفها، فصنفت نباتاً للزينة، ثم صنفت في خانة الفواكه، قبل أن تستقر في صف الخضروات الموسمية، ثم صارت عندنا سيدة كل المواسم..

يبدو أن البندورة كانت سلعة سهلة المنال في العالم كله، وليس في الأردن فحسب.. حتى أن المتظاهرين في أرجاء العالم استعملوا البندورة كوسيلة احتجاج يرمون بها خصومهم النقابيين، أو السياسيين، أو المستغلين أيا كانوا.

الأرادنة عرفوا البندورة حديثاً في مطلع القرن العشرين، وسرعان ما قفزت لتحتل مكان الصدارة على المائدة الوطنية، وصارت البندورة سلعة استراتيجية تتولى قيادة المائدة، وصارت مؤشراً لأسعار بورصة الخضار والفواكه في الأردن. فعندما يتحدث مواطن عن أن ‹›الحسبة أسعارها نار اليوم››، يبادر المستمع إلى التساؤل عن سعر البندورة كوحدة تقاس عليها بقية أسعار الخضار والفواكه، وعندما يتحدث الناس عن الغلاء، فإن أول مثال يخطر على بالهم ليس سعر الخبز، ولكن سعر البندورة!.. ‹› يا عمي كيلو البندورة صار.. الله أكبر!››.

ذات صيف من أواسط القرن الماضي، غنت فيروز ‹›بلدية البندورة، لا مرشوشة ولا مغشوشة.. بلدية هالبندورة..»، وكان الباعة في حسبة خضار اربد ينادون: ‹› مال ارحابا يا بندورة›› لتميز قرية ارحابا بإنتاج البندورة: ‹›الحبة توزن كيلو››. وكان لا يخلو ‹›مارس›› أو بستان، أو حاكورة، في الأردن من ‹›معناة›› مزروعة بالبندورة. تفي بمؤونة البيت، والفائض تصنع منه ربة الدار: ‹›دبس البندورة›› أي ‹›رب البندورة››، و››كشك البندورة›› أي البندورة المجففة.. وتفنن الأرادنة باستعمال البندورة على موائدهم، وذاع صيتها.. ونسبوا أول زخة مطر تهطل في أيلول إلى عملية تجفيف البندورة الصيفية، فسموها ‹›شتوة المساطيح›› إذ كانت تسطح البندورة الصيفية، وتملح، وتنشر على المصاطب، والسطوح لتصير ‹›كشكا››، فإذا ما بكّر الهطل بالنزول اضطروا للم ‹›مساطيح البندورة›› كي لا يطالها المطر فسميت ‹›شتوة المساطيح».

الحديث يطول عن البندورة في الثقافة الشعبية. فلكثرة انتشارها اقترنت بالتمثيل عن السلعة الرخيصة، يقال: ‹› ببلاش، بحال الكشك›› نسبة إلى كشك البندورة.. اليوم صارت البندورة المجففة تصدر لبلاد البيتزا، وتدر أرباحاً بالعملة الصعبة. ولنا أن ندعي أن البندورة سلعة إستراتيجية في الأردن على المستوى الدولي والمستوى المحلي.. محلياً اقترنت برغيف الخبز في ضرورتها، و››قلاية البندورة›› صارت تنافس المنسف في شعبيتها. وصار من الضروري أن يسعى كل بيت أردني لتامين حاجته من البندورة، ولو زرعها في أصص على شباك شقته.. 

 

 

حوارة

زاوية هاشم غرايبةSunday, May 23, 2010

افاخر بقريتي

رغم التنظيم، والتقسيم، والأوتسترادات، ، وهجمة المباني المعلبة ذوات الأربع طبقات.. فما زالت حوارة تنتج قمحاً وزيتوناً وجعابير.. 

رغم خراب الحواكير، وإهمال البيادر إلا أن المرار والسناريا والبسباس والدفلى والصبار على جوانب الطرقات تدعو المتأمل ليستمتع بجمالها، فما زالت حوارة قادرة على إبهاجنا بزهورها الزرقاء والصفراء والبيضاء الناعمة تزين سناسلها.. 

(لا أتصور حوارتي بلا أشواك وزهور.. وتلك الكرات الريشية ذات الزغب الأبيض المتطاير على مصاطبها..) 

رغم رحيل أبراج الحمام البيضاء عن السطوح، وتهشم الجرار المرصوصة على الجدران تغري اليمام ليعشعش فيها.. فما زالت رفوف الحمام تزين فضاء قريتي، وما زال هديل اليمام يؤنس وهج ظهيرتها.

رغم هدير المركبات، وأضواء الشوارع الليلية، والأسوار الإسمنتية الرصينة؛ فما زال النسناس قادراً على الوصول إلى صيصان خالتي.. وما زال نشيد عصفور القمري قادراً على إيقاظ شمسها كل صباح.

رغم هيمنة قيم الفردية والأنانية. إلا أن شباب قريتي ما زالوا يؤمنون أن صلاة الجماعة خير من صلاة الفرد.. فقاموا بتنظيف وتنظيم مدخل البلد. ودهنوا الأطاريف بالأسود والأصفر عند التقاطعات المرورية الهامة. وقاموا بتنظيف المقبرة من الأشواك وتقليم أشجارها. وأقاموا ندوة تكريمية للراحل العلامة (الدكتور فاخر عاقل) بوصفه أحد مؤسسي (دار المعلمين الريفية في حوارة).. ورائد العمل التطوعي فيها.. وسيقيمون حواراً مفتوحاً حول قانون الانتخابات الجديد.. ويعدّون العدة للاحتفال بعيد الاستقلال. 

رغم الترويج لمقولات "حنتش بنتش واللي يلحق ينتش"، و"كل مين ايده اله". و"اللي بتكسب به العب به".. إلا أن ما ينوف عن مئة شاب تطوعوا بوضع طاقاتهم، وأوقات فراغهم في خدمة مجتمعهم المحلي. وأطلقوا حملة (مثقال ذرة) لتشجيع الناس على إماطة الأذى عن الطريق، والعمل على حماية البيئة، والالتزام بالنظافة العامة، ومكافحة التدخين، واحترام القانون، والعناية بالمرافق العامة.

رغم أن الناس صاروا شيعاً وقبائل، "وكل واحد صار يوخذ حقه بذراعه".. إلا أن شبابنا يؤمنون بالعمل الجماعي الواعي المنظم لتكون قريتنا مكاناً أفضل للعيش"، ومن أجل أن تظل حوارة قرية آمنة، ولـ " تعزيز روح الفريق" ولـ" التعاون على جلب المنافع ودرء المفاسد"..

لقد آثر شباب (لجنة العمل التطوعي في حوارة) أن يكون العمل والإنجاز قبل التقدم بطلب الدعم والمساندة. فقاموا بـحملة (إماطة الأذى عن الطريق).. وحملة "مثقال ذرة".. وحملة "تبرّع بالدم" شارك بها أكثر من خمسين متطوعاً، واعتبروا أنفسهم بنك دم متنقل.. وهم جاهزون للتبرع بالدم لكل محتاج.

العمل الميداني هو الذي دلّهم على مواطن الخلل، وهموم الأهالي.. لم تزودهم مؤسسة بقمصان دعائية، ولا "لبسهم أحد طواقي"، ولا تبرعت لهم جهات راعية بالماء والعصير، ولا تابعتهم عدسات الإعلام، فهم يجمعون المال من بعضهم بعضاً لتسيير نشاطاتهم، ولديهم الكثير من العمل والأفكار التي عرضوها على محافظ اربد الأكرم فلم يقصر في دعمهم، ومساندتهم لتوظيف طاقات الشباب للخير العام خدمة لمجتمهم، واعتزازا بمواطنتهم ووطنيتهم.

عطوفة خالد أبو زيد محافظ اربد الأكرم، رعى باهتمام نشاطات لجنة العمل التطوعي، وعقد اجتماعاً للمجلس التنفيذي في قرية حوارة، واستمع إلى مطالب المواطنين، ووعد بالدعم والمساندة. فله جزيل الشكر، وجميل العرفان. ولشباب العمل التطوعي التوفبق والفلاح.. 

الشكر موصول أيضا لمن شاغبوا، ولمن سخروا، ولمن شككوا، ولمن تقاعسوا، ولمن نكصوا.. فدروب حوارة واسعة الصدر تتسع للزهور وللأشواك أيضاً. 


صباحك سكر

زاوية هاشم غرايبةSunday, August 08, 2010

صباحك سكر. صباحك عسل. صباحك شهد.. 

نعم، صباحنا سكر!

يستهلك الأرادنة 180 ألف طن من السكر سنوياً بمعدل 30 كغم سكر لكل مواطن بما في ذلك الغني والفقير، الكبير والصغير والمقمط بالسرير! ولم يحسب بعد السكر المستورد عبر الشوكولا تة، والبسكويت، والتوفى والعصائر والحليب، هذا ما عدا ما نتناوله من سكر عبر التين والعنب والبطيخ والمشمش والاناناس..!

يبدأ يومنا بالقهوة الحلوة، والشاي القريب من القطر! وعلى الفطور نتناول المربى والزبدة، أو العسل والقشطة.. وفي القرى والبادية يعتبر السمن البلدي مع الحلاوة الطحينية أفخر مائدة. وإن عز منال العسل والسمن، فلدينا "فشخة الشايب" وهي دبس التمر مع الطحينية. وفي طفولة جيلي كنا نفطر "فتة الشاي" ونحلي بعدها بإبريق شاي مونته عرامين سكر وقبصة شاي. والسندويشة الأكثر رواجا في طفولتنا كانت سندويشة سكر وزيت. 

أظن أن الأرادنة من أكثر الشعوب استهلاكا للسكر!

في الأعراس كيك وكنافة. نتائج التوجيهي شوكلاتة وحامض حلو. عندما نتزاور نهدي بعضنا بعضا معمول وبقلاوة ومبرومة.. حتى مريض السكري نعوده بصفط حلو! 

مليون وثلث المليون أردني مصابون بالسكري! لا غرو.. ففي كل بيت دفتر، أو كتاب يكون مرجعاً لربة البيت في صنع الحلويات، وفي كل سوق، وشارع، ومنعطف تجد محلاً مزدهراً لبيع الحلويات.. وفي كل قرية تجد على الأقل دكاناً لبيع الهريسة والعوامة وعقال الشايب!

نحن نرش ع الموت سكر. 

في العزاء نوزع التمر بكرم، وبعض الناس يقدمون للمعزين الكنافة والبغاجا والمدلوقة زكاة عن روح المتوفى!

لا نهاب السكر، وإن غاب نستدعي مناسبة لإحضاره! .. سكر احتفاء بالمواليد الجدد. سكر احتفالا بالطهور. سكر بمناسبة التخرج من الجامعة. سكر احتفاء بالعائد من غربته..

لكن السكر اسمه معاه أبيض وحلو.. 

أجدادنا أطنبوا في مديح السكر لندرته ولحاجة أجسامهم له بعد يوم عمل شاق فقالوا الحلو اسمه معاه حلو. حدا يكره الحلو! الحلو يجوهر العيون، أي يقوي البصر. وقال شيخهم في البطن فجوة لا تملؤها إلا الحلوى. وادعى بدوي انه رأى من ذاق الحلاوة. وقال آخر أبوك يا التويجر لو تدري حلاوتها ما بعتها. وكان الكرم يقاس بمدى السكر في كاسة الشاي؛ وصف زوج عمتي كرم الشراكسة قائلا إنهم يسكبون الشاي بزبادي لها أذان. يملأون الزبدية سكر ويسكبون فوقها الشاي.. هيك الكرم ولا بلاش. وتمنى فلاح يعشق السكر: دنم هريسة وتشتي الدنيا عليه قطر.. وفي رمضان كانوا يتسحرون القطر. يغمسون القطر بالخبز ليسند يومهم الشاق.

كان أجدادنا يحرقون السكر وغيره خلال عملهم البدني المتكرر، ومشيهم الطويل، لكننا اليوم نربض في مكاتبنا وفي سياراتنا وخلف أجهزة التكنولوجيا الحديثة نبحث عن المأكولات والمشروبات الخالية من السكر "الديت"، ونستهلك أضعاف ما كان يتناوله أجدادنا من الحلويات عبر مئات الأصناف والمسميات.. ما زلنا نعشق السكر!

صباح الغيم والندى

صباح الشعر والموسيقى

صباح الريحان والزعتر

صباح الورد والياسمين

صباحكم سكر!

 

 

 

الكرسي

زاوية هاشم غرايبةWednesday, August 25, 2010

كان اسمه الكرسي. بأل التعريف. لأنه لم يكن يوجد كرسي غيره في دارنا الكبيرة.. 

إنه كرسي عمي سليم: كرسي متواضع، وبسيط جدا، لا يتجاوز ارتفاعه ربع متر، وسطحه مستطيل بمساحة 20/30 سم.

لتعدد وظائفه، ولكثرة ما مر عليه من أشياء. فقد كان سطحه مجور قليلا، وقد اكتسب لوناً دبسياً لامعاً، فقد كان رغم حجمه الصغير يقدم خدمات واسعة تنوء بحملها الكراسي التي يشقى أصحابها بخدمتها اليوم.. 

في ليالي الشتاء كان صاحبه وشريكه في "التعليلة".. يضع عليه مخدة الصوف، ويغز كوعه عليه، ويضع راحته تحت رأسه، ويسرد الحكايا.

هذا الكرسي الصغير ذاته، كان يستعمل "مفرمة": يفرم عليه عمي تبغه، ويقطع عليه اللحمة في عيد الأضحى، وكانت عمتي عليا تنقي عليه العدس، وتفرم عليه الخبيزة، وتقطع البطاطا.. أما البصل فكانت تفرمه بطريقة فذة لكنها انقرضت: تمسك البصلة بيد، وتضربها ضربات سريعة قوية بالسكين، ثم تفرم الجزء الذي تشقق، وتعيد الكرة حتى "القمعة". 

وكان الكرسي يتنقل مع عمي سليم حسب المواسم، فيجلس عليه أمام الدار في الظل أيام الصيف، ويجلس عليه مسندا ظهره للحائط الشمالي مستمتعا بدفء الشمس في الشتاء.. وكان يستعين بالكرسي ليقف عليه، ويتناول شيئا عن رف "الشاشية"، أو من فوق "الكواير".

كما كان يستعمل الكرسي للاستحمام أيضا: يضع لقن الغسيل بعتبة البيت، وسطل الماء الساخن والمغرفة بجانبه، ثم يأتي بالكرسي "ما غيره" يضعه باللقن ويخلع ملابسه عليه ثم يجلس فوقها ويستحم.. وحين كان يحلق ذقنه، كان يقلب الكرسي على جنبه، ويركز المرآة على خشبته..

أحياناً يصير هذا الكرسي مكتبا، يتربع عمي أمامه، ويخط عليه رسالة لولده المغترب، أو يفرد عليه "قواشين" الأرض، ويراجعها، أو يوقع عليه عقد بيع، أو صك ضمان مع طرف ثان.

و في رمضان تحديدا ترى عمي سليم يجلل الكرسي "بالمصلوة"، ويضعه أمامه، ثم يفتح المصحف الشريف فوقه، ويتلوا القرآن، وهو يهز جذعه إلى الأمام وإلى الخلف برتابة. 

ولما (ختير) عمي صار الكرسي ملازما له دائماً، يتوسده. يرف�

موقع حوارة اربد الالكتروني يرحب بكم فادي مرعي حداد

Howwarah
يتكون مجتمع بلدة حواره من اربعة فئات موضحة كما يلي: الفئة الاولى وهم سكان البلدة الاصليين الذين عاشوا وتناسلوا فيها منذ بدأت نشأتها ويقال ان عشيرة الكراسنه هي من اول العشائر التي سكنت هذه البلدة وكان شيخهم ابو الكرسنه يعمل في فلاحة الارض ويمتلك معظم اراضي حواره ثم جاءت بعدها »

تسجيل الدخول

ابحث في موقع حوارة

عدد زيارات الموقع

5,482,626

الى ابناء حوارة في العالم اجمع

تحية لك لكل افراد عشائر حواره المتواجدين فيها وفي العالم اجمع. نناشد ابناء هذه العشائرالكرام التواصل معنا والمشاركة في هذا الموقع كي يتم التعريف بهذه العشائرالطيبة في هذا البلد الطيب حوارة اربد كل التحية والاحترام والتقدير لكم فأهلا وسهلا ....... * احب ان احصي لكم العشائر التي تقطن حوارة حاليا على النحو التالي :ـعشيرة ال غرايبه وعشيرة ال شطناوي عشيرة ال حداد وسمور وعشيرة ال لوباني وعشيرة ال شرع وعشيرة ال جمال وعشيرة ال رواشدة وعشيرة  ال كراسنة وعشيرة ال خطيب وعشيرة ال صوالحه وعشيرة ال غزلان وعشيرة ال عفنان وعشيرة آل طشطوش وعشيرة ال ملكاوي وعشيرة ال روابده عشيرة آل كيلاني عشيرة ال خليلي وعشائر اخرى مثل آل ابو سل - وال الريماوي وال بداوي وال البلعاوي وآل الشمري وآل النعيمي اوالسبروجي وال زيناتي و ال الرجوب وآل قرم و آل التاج وآل هنداوي وآل العلاونه وآل خليفات وأل عبويني وآل ابو حماد وآل الفوارس وآل شرعة وآل معابره...................  

* احِب ان اوْثَق الْدَّوَاوِيْن المَنْشَأة  فِي بَلْدَة حُوّارَة ارْبَد حَتَّى الْيَوْم وَهِي عَلَى الْنَّحْو الْتَّالِي :- 
1- دِيْوَان عَشِيْرَة الغْرايِبِه الْجَدِيْد قُرْب مَسْجِد الْهَامِل 
2- دِيْوَان عَشِيْرَة الشَطَنَاوِي مُقَابِل كُلِّيَّة نُسَيْبَة الْمَازِنِيَّة 
3- دِيْوَان عَشِيْرَة الشَطَنَاوِي ال مَحَاسِنُه شَرْق مَدْرَسَة حُوّارَة الْثَّانَوِيَّة لِلْبَنِيْن 
4-دِيْوَان عَشِيْرَة الشَطَنَاوِي ال دَاوُوْد غَرْب مَبْنِى بَلَدِيَّة حُوّارَة 
5- دِيْوَان عَشِيْرَة الشَطَنَاوِي ال طَّنّاش1 شَمَال مَدْرَسَة حُوّارَة الْرِيَادِيَّة لِلْبَنَات
6- دِيْوَان عَشِيْرَة الشَطَنَاوِي ال طَّنّاش 2 الى الشمال كلية نسيبة 500 م 
7- دِيْوَان عَشِيْرَة الشَطَنَاوِي ال مُطالِقة شَرْق مَدْرَسَة حُوّارَة الْرِيَادِيَّة لِلْبَنَات 
8- دِيْوَان عَشِيْرَة الْحَدَّاد وَسَمُّوْر وَسَط الْبَلَد جَنُوْب مَسْجِد الرِّضْوَان 
9- دِيْوَان عَشِيْرَة الِلُوَبَانِي وَسَط الْبَلَد شَمَال شَرْق الْاشَارَة الْضَّوْئِيَّة 
10- دِيْوَان عَشِيْرَة الْشَّرْع وَسَط الْبَلَد مُقَابِل الْمَرْكَز الصَّحّي حُوّارَة 
11- دِيْوَان عَشِيْرَة الْجَمَال 1 قُرْب مَدْرَسَة حُوّارَة الْثَّانَوِيَّة لِلْبَنَات 
12 -دِيْوَان عَشِيْرَة الْجَمَال2 الَى الْشِّمَال مِن مَحَطَّة الْمَحْرُوْقَات ب800 مِتْر 
13 -دِيْوَان عَشِيْرَة الْرَّوَاشِدَة 1 جَنُوْب مَسْجِد الْايْمَان 
14-دِيْوَان عَشِيْرَة الْرَّوَاشِدَة 2 شَارِع حَيْفَا بَغْدَاد الْوَادِي الْغَرْبِي 
15- دِيْوَان عَشِيْرَة الْكرَاسِنّه وَسَط الْبَلَد جَنُوْب مَسْجِد عُثْمَان بْن عَفَّان  
وَفِي الْخِتَام ارْجُو ان اكُوْنَ قَد وُفِّقْت فِي حَصْرُهَا وَوَصْفُهَا وَاللَّه الْمُسْتَعَان