شَرَع الْنَاس فِي الاوَنّة الاخِيْرَة الَى بِنَاء الْمُضَافَات وَالْدَوَاوِيْن الْخَاصَّة بِكُل عَشِيْرَة لَتّفْعِيّل الْمُنَاسَبَات الاجْتِمَاعِيَّة فِيْهَا بَدَلا مِمَّا كَان يُسْتَخْدَم سَابِقَا وَهُو بِنَاء بَيْت الْشِّعْر اوَالشَّق اوَالْخَيمَة وَان كَلِمَة الْمُضَافَة مِن حَيْث الْلُّغَة مُشْتَقَّة مِن الْضِّيَافَة وَان دَوَاوِيْن الْبَادِيَة وَمَضَافَات الْعَشَائِر هِي ظَاهِرَة قَدِيْمَة حَيْث يَجْتَمِع فِيْهَا أَفْرَاد الْعَشِيرَة وضُيُوْفَهُم وَيُتِم فِيْهَا اتِّخَاذ الْقَرَارَات وَتُقَام بِهَا الْمُنَاسَبَات الاجْتِمَاعِيَّة وَهِي فُرْصَة لِيَتَعَلَّم فِيَهَا الْشَبَاب وَصَغَار الْسِّن اهُم الْدُّرُوس فَالْمَجَالِس مَدَارِس كَمَا يَقُوْلُوْن.
وَقَد لَمَس الْنَّاس مُؤَخَّرا اهمّيّة الْدِّيْوَان وَّبَذَلُوْا الْغَالِي وَالْنَّفِيْس فِي اخْرَاجُهَا بِشَكْل جَمِيْل يَلِيْق بِالّضِيْوُف وَجَعَلَهَا وَاسِعَة تُؤَدِّي الْغَرَض الْذِي انْشَأْت مِن اجَلِه وَذَلِك حَسَب امَكَانِّيَات الْعَشِيرَة. وَالْمُضَافَة عِبَارَة عَن بَيْت لِلْتَّأَلُّف وَالتَرَابِط الِاجْتِمَاعِي بَيْن الاسِرَّة الْوَاحِدَة ثُم الْعَشِيرَة وَهْي مَرَاكِز لِلْثَقَافَة وَالْعِلْم وَهِي صِلَة لِلارْحَام وَالتَّوَاصُل بَيْن الْنَّاس فَهِي آَلِيَّة اجْتِمَاعِيَّة لِجَمْع الْنَاس عَلَى الْخَيْر وَالْمَحَبَّة وَالَّتِأْخِي وَهِي ضَرُوْرَة كَانَت وَلَا تَزَال مُوْجُوْدَة, وَقَد تَوَسَّعَت الان وَأَصْبَحَت ظَاهِرَة مُنْتَشِرَة فِي مُجْتَمَعِنَا وَفِي كُل قُرَى وَمُدُن الْمَمْلَكَة, وَصَارَت مُعَلِّمَا مِن مَعَالِم الْبَلْدَة . وَلَقَد تَم اسْتِبْدَال دَوْر شَيْخ الْعَشِيرَة الَّذِي كَان فِي الْمَاضِي يُنْفِق عَلَى الْمُضَافَة وَيَتَكَفَّل بِمَصَارِيفُهَا, فَظَهَرَت الان لِجَان خَاصَّة تُنْتَخَب مِن الْعَشِيرَة وَهَذِه الانْتِخَابَات تُفْرَز رَئِيْسَا لَهَا فَمِنْهَا لِجَان مَالِيَّة تَتَكَفَّل بِكُل مَصَارِيْف الْدِّيْوَان تَجْمَع مِن الْعَشِيرَة حَسَب مَا يَتَرَتَّب عَلَى كُل فَرْد ذِكْر فِيْهَا . وَلِجَان اعْلَامِيَّة تَتَوَلَّى الاعْلان عَن الْوَفَيَات وَمَوَاعِيْد الْمُنَاسَبَات الاجْتِمَاعِيَّة تَقُوْم بِالِاعْلَان فِي الْصُّحُف عَلَى شَكْل تَهَانِي او تَعَازِي بِأُسْم الْعَشِيرَة . وَاخْرَى لِجَان اجْتِمَاعِيَّة تَهْدِف الَى تَوْصِيْل الْمُسَاعَدَات لِلْفُقَرَاء وَالْمُحْتَاجِيْن فِي كُل الْبَلْدَة وَتَقُوْم بِدَوْر خَيْرِي وَخَاصَّة فِي شَهْر رَمَضَان الْمُبَارَك حَيْث يَتِم تَوْزِيع طُرُوْد الْخَيْر وَبِشَكْل مَوْسِمِي . وَغَيْرِهَا مِن الْلِّجَان الْفَرْعِيَّة الْاخْرَى الَّتِي تَتَوَلَّى امُوْر ادْارْة الْمُضَافَة
وَقَد عَهِد الْنَّاس فِي بَلْدَتِي حُوّارَة احْدَى قُرَى مَدِيْنَة ارْبَد فِي الْارْدُن اسْتِغْلَال الْمُضَافَة فِي امُوْر عَدِيْدَة مِنْهَا بِالْدَّرَجَة الاوْلَى بَيْت الْعَزَاء او مَا يُسَمَّى بَيْت الْاجْر, حَيْث يَفْتَح الْدِّيْوَان مِن اوَّل يَوْم يَتَوَفَّى فِيَة شَخْص مِن الْعَشِيرَة وَلِمُدَّة اتَّفَق عَلَيْهَا وَهِي فِي الْغَالِب ثَلَاثَة ايَّام عَدا يَوْم الْدَّفْن, حَيْث يُشَرِّع اهْل الْمُتَوَفِّي بِتَنْظِيْف الْدِّيْوَان وَتَرْتِيْبِه وَتَّشْغَيل الْانْارَة وَاعْدَاد الْقَهْوَة وَالْضِّيَافَة وَالْاعْلَان فِي الْصُّحُف الْرَّسْمِيَّة, وَغَيْرِهَا مِن التَرْتِيِّبَات الْمَطْلُوْبَة لِذَلِك
وَاسْتِغْلَالِهَا قَضَائِيَّا فِي حَالَات الْجَاهَات لِلْصُّلْح الْعَشائِري وَالِدَخَالَة وَالْعْطُوَات وَاصْلاح ذَات الْبَيْن, وَأَن الْمُضَافَة مَا زَالَت تَقُوْم بِدَوْر كَبِيْر فِي هَذَا الْمَجَال فَأَذَا وَقَع لِاحَد ابْنَاء الْعَشِيرَة حَادِث ادّى الَى احْدَاث اضْرَار او وَفَّاه لَجَأْت الَى الْدُّخُوْل فِي عَشِيْرَة اخْرَى تَخْتَار فِيْهَا الْصَّلَاح وَمُقَرَّبَة لِلْعَشِيرَة الْمُتَضَرِّرَة لِحِمَايَة ابْنَاءَهَا مِن الْثَّأْر وَالِاعْتِدَاء وَتَتَوَاسِط الْعَشِيرَة الْمُخْتَارَة بَيْن الْطَّرَفَيْن لَتَجِد حَلْا مُنَاسِبا وَمُرْضِيَا فَامَّا الْدِيَّة وَامَّا الْسَّمَاح ...
وَفِي حَالِات الْفَرَح تَسْتَقْبِل الْمُضَافَات الْجَاهَات مِن الْعَشَائِر الْاخْرَى لِطَلَب يَد احْدَى بَنَات الْعَشِيرَة حَيْث يَدْعُو وَالِد الْعَرُوس ابْنَاء عَشِيْرَتِه وَانْسِبَاءَه وَمَعَارِفِه واصْدِقَاءَة لِاسْتِقْبَال عَشِيْرَة الْعَرِيْس وَمَن صَحْبِهِم فِي جَاهَتِهُم لِدِيْوَان الْعَشِيرَة وَتُوْضَع الْقَهْوَة امَام وَجْه عَشِيْرَة الْعَرِيْس او مِن اخْتَارَتْه الْجَاهَة لِلْحَدِيْث عَنْهَا وَيُلْقِي كَلِمَتِه الَّتِي يُرَكِّز فِيْهَا الْمُتَكَلِّم عَلَى ذِكْر مَنَاقِب اهْل الْعَرُوس وَبَيَان عَلَاقَة الْنَّسَب وَالْمُصَاهَرَة الْقَدِيْمَة بَيْن الْعَشِيرَتَيْن وَاهمّيّة الْزَّوَاج وَالاسْتِقْرِار وَبَنَّاء الاسِرَّة وَحِرْص ذِكْر الْاحَادِيِث الْنَّبَوِيَّة الَّتِي تَحُث عَلَى ذَلِك حَيْث يُقَدِّم وَالِد الْعَرُوس احَدَا بِالْحَدِيْث وَالْرَّد عَلَى الْجَاهَة بِالْقَبُوْل وَيَشَّكُر الْجَاهَة ثُم يَقْرَأ الْحُضُوْر الْفَاتِحَة اعْلانِا عَلَى الْقَبُوْل وَالْدُّعَاء بِالتَّوْفِيْق لِلْعَرُوْسِين وَيُشْرَع اهْل الْعَرِيْس بِتَقْدِيْم الْحَلْوَى لِلْحُضُور .
كَمَا اسْتُغِلَّت الْمُضَافَات فِي الْجَانِب السِّيَاسِي فَاخَذَت الْمُضَافَة تَلْعَب دَوْرَا سِيَاسِيا وَاضِحَا ،فَأَصْبَحَت مَكَانا لِالْتِقَاء الْمُرَشَّحَيْن لِعَرْض بَرَامِجِهِم الانْتِخَابِيَّة بِحَيْث انَهَا تُفْرَز الْمُرَشَّح الْمُنَاسِب مِن ابْنَائِهَا للتَرشِيخ او المرَشخ الْمُتَّفِق عَلَيْه لاعَطَاءَه صَوْت الْعَشِيرَة وَمَن تُسَانِدُه وَتُؤَيِّدُه لِلْمُشَارَكَة فِي الْانْتِخَابَات الْبَلَدِيَّة او الْبَرْلَمَانِيَة ، كَمَا انَهَا تُعْتَبَر مُرَكَّزا انْتِخَابِيا لِلْمُرَشَّح ابْن الْعَشِيرَة ..
وَبَدَأَت الْمُضَافَات تُسْتَغَل فِي الاعْيَاد لِيَجْتَمِع ابْنَاء الْعَشِيرَة وَيَتَبَادَلُوْن الْتَّهَانِي وَالْتَّبَرَيْكَات بِالْعِيْد السَّعِيْد وَتُوَزَّع الْحَلْوَى وَالْعَصَائِر وَيُذْهِب مُمَثِّلَيْن مِن الْعَشِيرَة لِزِيَارَة الْمُضَافَات الْاخْرَى فِي الْبَلْدَة يُهَنِّئُونَهُم وَيُبَارِكُوْن لَهُم وَتَتَقَارَب الْقُلُوْب وَتَتَبَاعَد الْشَّحْنَاء
وَحَدِيْثا عُقِد الْشَبَاب الْعَزْم لِاسْتِغْلال الْمُضَافَات فِي امُوْر اجْتِمَاعِيَّة وَمُنَاسَبَات وَطَنِيَّة وَنَشَاطَات شَبَابِيَّة تَنْطَلِق مِنْهَا حَمْلَات تَطَوُّعِيّة وَنَّدَوَات وَمُحَاضَرات لِلِتَّوَاصُل مَع الْمُجْتَمَع الْمَحَلِّي وَاظْهَار دَوْر الْدِّيْوَان فِي خِدْمَة الْمُجْتَمَع وَالْنُّهُوْض بّالامَه
وَانّي مِّن هَذَا الْمِنْبَر انَاشِد اهَالِي بَلْدَتِي فِي تَفْعِيْل دَوْر الْمُضَافَات فِي الْنُّهُوْض بِالْمَسْؤُوْلِيَات الاجْتِمَاعِيَّة بِخُصُوْص حَفَلَات الْافْرَاح وَالَّتِي تُقَام مُعْظَمُهَا فِي صَالَات الْافْرَاح الْخَاصَّة وَالْفَنَادِق الْسِيَاحَيَة وَالَّتِي تُشَكِّل عَبَأ كَبِيْرَا عَلَى الْأَسِرَّة وَالْمُجْتَمَع
وَارْجُو ان يُبَادِر الْنَاس فِي تَوْسِعَةِ الْمُضَافَات وَتَخْصِيص طَابَق حَاص بالِحَفِلَات يَكْفُل لِجَمِيْع ابْنَاء الْعَشِيرَة اقَامَة حَفَلَاتِهِم فِيْهَا فَهِي اكْثَر بَهْجَة وَاصْلِح حَالِا مِمَّا عَلَيْه الْان ....
احِب ان اوْثَق الْدَّوَاوِيْن المَنْشَأة فِي بَلْدَة حُوّارَة ارْبَد حَتَّى الْيَوْم وَهِي عَلَى الْنَّحْو الْتَّالِي :-
1- دِيْوَان عَشِيْرَة الغْرايِبِه الْجَدِيْد قُرْب مَسْجِد الْهَامِل
2- دِيْوَان عَشِيْرَة الشَطَنَاوِي مُقَابِل كُلِّيَّة نُسَيْبَة الْمَازِنِيَّة
3- دِيْوَان عَشِيْرَة الشَطَنَاوِي ال مَحَاسِنُه شَرْق مَدْرَسَة حُوّارَة الْثَّانَوِيَّة لِلْبَنِيْن
4-دِيْوَان عَشِيْرَة الشَطَنَاوِي ال دَاوُوْد غَرْب مَبْنِى بَلَدِيَّة حُوّارَة
5- دِيْوَان عَشِيْرَة الشَطَنَاوِي ال طَّنّاش1 شَمَال مَدْرَسَة حُوّارَة الْرِيَادِيَّة لِلْبَنَات
6- دِيْوَان عَشِيْرَة الشَطَنَاوِي ال طَّنّاش 2 الى الشمال كلية نسيبة 500 م
7- دِيْوَان عَشِيْرَة الشَطَنَاوِي ال مُطالِقة شَرْق مَدْرَسَة حُوّارَة الْرِيَادِيَّة لِلْبَنَات
8- دِيْوَان عَشِيْرَة الْحَدَّاد وَسَمُّوْر وَسَط الْبَلَد جَنُوْب مَسْجِد الرِّضْوَان
9- دِيْوَان عَشِيْرَة الِلُوَبَانِي وَسَط الْبَلَد شَمَال شَرْق الْاشَارَة الْضَّوْئِيَّة
10- دِيْوَان عَشِيْرَة الْشَّرْع وَسَط الْبَلَد مُقَابِل الْمَرْكَز الصَّحّي حُوّارَة
11- دِيْوَان عَشِيْرَة الْجَمَال 1 قُرْب مَدْرَسَة حُوّارَة الْثَّانَوِيَّة لِلْبَنَات
12 -دِيْوَان عَشِيْرَة الْجَمَال2 الَى الْشِّمَال مِن مَحَطَّة الْمَحْرُوْقَات ب800 مِتْر
13 -دِيْوَان عَشِيْرَة الْرَّوَاشِدَة 1 جَنُوْب مَسْجِد الْايْمَان
14-دِيْوَان عَشِيْرَة الْرَّوَاشِدَة 2 شَارِع حَيْفَا بَغْدَاد الْوَادِي الْغَرْبِي
15- دِيْوَان عَشِيْرَة الْكرَاسِنّه وَسَط الْبَلَد جَنُوْب مَسْجِد عُثْمَان بْن عَفَّان
وَفِي الْخِتَام ارْجُو ان اكُوْنَ قَد وُفِّقْت فِي حَصْرُهَا وَوَصْفُهَا وَاللَّه الْمُسْتَعَان
بِقَلَم فَادِي مَرْعِي حِدَاد 8/3/2011