الشبابة وتعاليل وافراح اهالي حواره اربد في السبعينات
الشبابة :هي آلةٌ موسيقية نفخيّة عبارة عن أنبوبةٍ مُجَوَّفة من نوع انواع الخشب أو المعدن وكانت تصنع في حواره قديما من القصيب ، ولها ستة ثقوب او خمسة تبعد عن بعضها بمقدار انش تقريبا، ويُنفخ في طرف فتحتها العليا بشكل مائل فتُخرج صوتاً يُعَدّلهُ العازفُ بتحريك أصابع يديه ليخرج له اللحن الذي يريده. والشبابة آلةٌ بسيطة، وربما كانت أقدم آلة موسيقية عرفها الإنسان، فنفخ فيها ألحانه وأنغامه وسكب فيها عصارة روحه ليبوح للريح والصحراء بأسرار نفسه ومكنونات قلبه واحاسيسه.
والشبَّابة صديقةٌ للراعي فهو يحملها في يده، أو يضعها تحت حزامه، ويُخرجها ليعزف بها وينفخ فيها ما يطيب له من الألحان فلا يشعر بالملل وهو يقضي الساعات الطوال في رعي المواشي بين تلال الصحراء وهضابها، وقد يلوّح بها كعصا يطرد بها قطيعه أو يدفعه ويسوقه بها. ولا يقتصر استعمال الشبابة على الراعي فقط، فهي تستعمل كذلك في مناسبات الأعراس والتعاليل حيث يبدأ عازف الشبابة بالعزف عليها، و يلتف حوله عددٌ من الشباب للدبكة الشعبية ويأخذ في عزف الألحان الشجيّة على شبابته، بينما يُغنّي شخص آخر على نفس النغمة، ويقوم الآخرون بالسحجة والتصفيق والغناء. ومن هنا نرى أنّ الشبابة تستجيب لألحان كثيرة متنوعة، ويمكن أن يتنقّل بها العارفُ بفنونها من لحن الدلعونا إلى أبو ردَيِّن، وإلى الموّال العاطفي أو اللحن الهاديء الحزين. كأغاني عبد الحليم وفريد وام كلثوم ، فيبدو لي أن الشبابة كانت مقصورة فقط على الرجال . وكانت الشبابة تُصنع في البداية من البوص والقصيب، ثم أصبحت تصنع فيما بعد من أنبوب من الألمنيوم لخفته وسهولة ثقبه، أو من معادن أخرى كالحديد والنحاس، ثم صنعت بعد ذلك من أنبوب من البلاستك الصلب المجوّف. وما زالت الشبابة صديقة للراعي، وإن كان صوتها قد بدأ يبتعد عنا شيئاً فشيئاً بسبب قلة المواشي، وانتشار أجهزة الراديو الصغيرة او الخلويات النقالة التي يحملها الرعاة ويتسلّون بها، وإن كانت هذه الأجهزة لا يمكنها أن تسدّ فراغ الشبابة أو تحلّ محلها، ويظلّ حنين الراعي إلى شبّابته لا يتغيّر مهما تعددت الأجهزة أو تغيّرت ظروف الزمان.
وأوضيف هنا ان الشبابة كانت هي الالة الوحيدة المستعملة في افراح اهالي حواره اربد خلال الحقبة السابقة ففي الاربعينات كما اشار لي الحاج حسن شطناوي فقد كان عازف الشبابة الحواري المشهور المرحوم عبدالله عبد الهادي وعلى المجوز المرحوم صالح ابو خليل لوباني ومحمد ابو سمور ابو فراس ومن العازفين الذين اذكرهم في السبعينات والثمانينات كانوا يجيدون العزف على هذه الالة البسيطة( الشبابه) مثلا السيد محمد رومي ملكاوي والسيد ناصر عواد وايضا العازف فارس الخطيب والاستاذ ناجي الكيلاني والاستاذ نزية محمد شطناوي .وكما اشار لي الخال رياض السمور في تعليق اضيف تحت هذا المقال بما يلي ( اتذكر في السبعينات كان من عمالقه العازفين على الشبابه الدكتور سليم عبد الرحمن الشطناوي وسبقه عبدالكريم مصطفى الشطناوي ٠رياض سمور٠امريكا).هذه الفترة من السبعينات والثمانينات حتى جاءت بعدها الة العزف المشهورة( القربة الموسيقية) ولم يتقن العزف عليها احد من شباب حواره بل كان الناس يلجأون الى عازفين من بلدة الصريح مثل السيد احمد الشياب والعازف فتحي شهابات واخرون من قرى اربد ثم تغير الحال واستبدل الناس ذلك بألة اليرغول وانفرد بها العازف الحواري ابو كمال الخريشة وكان الة (المجوز) ترافق الشبيبة في الدبكات- ثم تطور الحال واستبدل ذلك كله بألة الآوورق والفرق الموسيقية التي نشاهدها هذه الايام والمرافقة للدبكات او للمطربين الهواه والتي ترافق اجهزة مكبرات الصوت الحديثة
نقلت بعض السطور من مقال لدينا عبيدات Dina Obaidat-June 22, 2010 المقال بقلم فادي مرعي حداد اهداء لموقع حواره اربد الالكتروني