هي عبارة وعاء يرد لهفة الخائف، آنية صغيرة الحجم منقوش على جدارها الداخلي كلمات وآيات قرآنية: آية الكرسي و المعوذات، وبعض الزخارف.
تراها تنتقل من بيت إلى بيت ، يركض بها فتى صغير لكي يشرب منها الذي تعرض للخوف ليلا بمرور قط ضال أو كلب سهران فيدب الرعب في قلب الصغير ولا يرد له الأمان إلا بشرب القليل من الماء المسكوب في طاسة الروعة أو الخضة أو الخوفة أو الرعبة .
ومن الذكريات التي لا تنسى عن دلالة طاسة الروعة، أيام زمان والى اليوم،تقول إحدى السيدات اذكر الطاسة التي كانت عند أمي، وقد ورثتها عن أمها وستورثها لابنتها .
يرى المعظم إن البيت الموجود فيه طاسة الرعبة، يقصده جميع سكان الحارة والحارات المجاورة ، طلبا لهذا الوعاء المعدني المصنوع من النحاس غالبا .
وطاسة الروعة- الوعاء إذا ما كان قديما تراه وقد علاه بعض الصدأ عدا عن رائحة نفاذة واثر سحري عجيب ! وأصبح وجود تلك الطاسة نادرا لدرجة أننا لم نعد نسمع عن وجود مثلها إلا عند النساء الطاعنات بالسن ، وتعتبر تلك الطاسة من المقتنيات الثمينة والتي لا تقدر بثمن.
يقول أحد كبار السن والذي التقيتهم حول طاسة الروعة : هي بدعة وقد كانت منتشرة بالسابق لدرجة أنها تستعمل يوميا'' ، مشيرا إلى كثرة القصص المرعبة في السابق عندما لم يكن للتلفزيون وجود ولم يكن حتى كهرباء بالبيوت أو بالشوارع فكان الصغار أحيانا يتعرضون للخوف والرعب بسبب السواليف مثل الجان والغول وأبو رجل مسلوخة وحمّار ذيله بالسلة وما إلى ذلك من مخترعات وخاصة إذا ما اقترنت بأجواء الظلام والمطر فكثيرا ما كان الواحد من الأطفال يخشى الخروج من البيت في الشتاء وقد يخاف من النوم بمفرده أو الخروج من غرفة إلى أخرى.
وبينت إحداهن ـ النساء الطاعنات بالسن ـ أن طاسة الرعبة موجودة في اغلب البيوت والناس تتبارك بها، لأنها مكتوب على دايرها أية الكرسي وسورة الفلق وسورة الناس ، مبينة انه قد يخرج الواحد من الأطفال مكرها ومجبورا لقضاء حاجة ـ لأن معظم الحمامات كانت تبنى خارج المنزل ـ فيفاجئ بقط أو كلب فيرعبه ظنا منه انه ضبع أو وحش فيصرخ صرخة مدوية تعقبها حمى أو قشعريرة ويلازم الفراش، فيأتي هنا دور طاسة الرعبة .
وأكدت أيضا أنه كان يوضع في الطاسة ماء ـ والاولى أن يكون من ماء زمزم ـ فيسقى منها المريض أو الخائف .
وقال لي والدي ـ رحمه الله ـ ذات مرة أن النساء اللواتي على وشك الولادة كن يشربن الماء الموجود في طاسة الروعة وذلك حتى تتيسر ولادتهن .
قيصر صالح الغرايبة
عمان / المدارس العصرية
الاثنين 24/5/2010م الهاتف الخلوي 0776643700
الاخ العزيز فادي الحداد الاكرم
أرسل لك بعض المقالات حول التراث الحواري ومقالات أخرى ، أرجو أن تنال اعجابك وأن تنشرها أن كان بالامكان على موقع حوارة وشكرا