كتبهانبيل خالد سعيد خصاونة ، في 4 حزيران 2012 الساعة: 12:29 م
موضوعنا اليوم بدنا نسولف فيه عن الاعراس أيام زمان ومش زمان كثير يعني اللي اني متذكره واعراس اليوم اللي اختلط فيها الحابل بالنابل وبطلنا ندري عن طرف من طرافنا
زمان كان العرس ومتطلباته اسهل بكثير كانت الكلمة فيه للاب اللي بده يفرح بابنه يدورله على بنت الحلال اللي يعيش معها بسبات ونبات بدون ما يثقل رقبته بدين يسده ولد الولد وطبعا كانت الجيزة للولد وهو بسن العشرينات مش مثل اليوم بزلف الثلاثين سنة وهو يقول بعدني ما أسست حالي
زمان يا حبايبي كانت الاعراس فرح وسرور حقيقي ببيت ابو العريس مش مباهاه وصالات ودعوات وبطاقات ما بتعرف تقراها
زمان كان للعرس بهجة من اوله لاخره الكل فرحان والكل بده يقدم مساعده
الخطبة وحفلتها زمان كانت ببيت ابو العروس واحسن ما فيها توزيع المطبقيات واكيد اكثرنا بتذكرها وكانت كاسة والا فنجان وفيها خمس حبات ملبس على لوز وحبة سلفانة وبلا كاتوه بلاهم ووجع راس وما زال عند امي بعض كاسات من مطبقيات زمان طبعا توزيع كروت العرس كان يتم مشيا على الاقدام نلف القرية حارة حارة نطق على كل باب ونعطيهم الكرت مش نرميه من تحت الباب واللي يفتح الباب لازم يدعي بالبركة واذا شافك شب يقول معقبلك يا حبيبي
واذا ما قرب العرس واكثر الاعراس طبعا بالصيف بعد ما يلموا القمحات ويعبروا التبنات تبلش التحضيرات ويا بي ما احلاها كانت على البساطة وكان اهم ما فيها التعاليل ثلاث ليالي وليلة الحنا والفاردة القرايب كانوا يشاركوا بالنقوط سكر ورز وخرفان والبعض كان ينقط على الناشف ام المخمسة او عشر ليرات وبليلة الاقرى يذبحوا الذبايح بالليل والقدور تفور والنار تحتها تتوهج وزغاريد المستورات تلعلع وتشق صمت الليل والزلم ترود وتهيجن واللي بلشان بالدبكة والجوفية وهاظ شايل ابريق المي الاخضر يرشرش منه يطفي الغبرة واباريق الشاي رايحة جاية وطبعا كله بدون سماعات ودوشة واصوات نشاز وكان اللي يقودوا الدبكة معروفين وليهم فيها صولات وجولات واذا تعبوا وقعدوا يتريحوا قام الجيل الاكبر منهم وشبك جوفية صفين وتسمع منهم اهازيج بترد الروح
منها اول ما نبدي ونقول صلوا ع طه الرسول…..
وامي تردد من جواة البيت:
عالمدلل يا قلب اسحن وجيب
خطية العزبان برقبة الخطيب
عالمدلل ياقلب اسحن وهات
خطية العزبان برقبة البنات
تفاح بالشام يا مدلل تعال شمه
وانا رماني الهوا واصبحت عند امه
بالورد والحنا رشو الوسايد بالورد والحنا
يوخد ويتهنا قولو لنبيل يوخد ويتهنا
بالورد والريحة رشو الوسايد.
بالورد والريحة وأخذ المليحة
قولو لنبيل واخد المليحة
ولما يصير وقت الحنا تبلش النسوان ترود بصوت حنون
سبل عيونه ومد ايدو لحنونه
ويش هالغزال اللي راحوا يصيدونه
لمي يالمي وشديلي مخداتي
طلعت من البيت ما ودعت خياتي
يالهل يالهل يلا محلا لياليكم
يامحلا النوم في فيّه علاليكم ….
اليوم يا حبايبي ما بعرف ليش قلبناها مباهاه وبطلت تزبط غير بالصالات وبدل المطبقية صار صحن كنافة وبيبسي واكثره بنرمي وبروح بالزبالة
سهرات التعاليل صارت كلها اصوات سماعات ما بتفهم منها اشي وكلها كركعة ووشيش وازعاج لكل اهل القرية وخاصة بعد ما طلعوا علينا بالالعاب النارية اللي صارت تخلي ليلنا نهار…
رحم الله ايام زمان