كانت العاب الأطفال في الماضي أفضل بكثير من ناحية القيمة والفائدة والإبداع والصحة فما هي العاب اليوم إلا قتل لنفسية الأطفال ودفنها وهي حية تعالوا معنا نستعرض بعض من الألعاب التراثية في الماضي ونقارنها بالعاب الحاسوب والبليستشن التي باتت هي الألعاب المفضلة لدى أطفالنا ولم أرى بتاتا مجموعة من أطفال اليوم تستطيع أن تمارس ألعابنا التي كنا نلعبها سابقا أو أن ظروف الحياة تبدلت من حياة اجتماعية مفتوحة للطفل إلى حياة انطوائية مغلقة بين أربعة جدران وكما أن للأهل دور في انسياق أطفالنا إلى ما ألوا إليه من شدة خوفهم من خروج أطفالهم إلى ملاعب الحارة ومن الخوف من اتساخ ملابسهم واكتسابهم الفاض وكلمات من أقرانهم من أولاد الحارة التي باتت من تشكيلة ثقافات وطبقات اجتماعية مختلفة تخيف الأهل لانعدام المعرفة بأهل الحي فالطفل يختلط بمجهول ويكتسب ما لا تحمد عقباه فهذه الأسباب وغيرها أجبرت الأهل لتوفير كافة الألعاب الالكترونية في البيت ليتجنبوا خروج أطفالهم للشارع
فأنا ضد أن نقيد أبناءنا في غرفهم بين ألعابهم الالكترونية وحبسهم من الخروج للشارع أو للاختلاط بأبناء الحي والحارة لما سيفقد أبنائنا كثير من الأمور الاجتماعية التي لا يمكن أن نعلمها لأبنائنا بوسيلة أخرى بديلة فكانت العاب أبناء حارتنا سابقا تعلمنا الإبداع والتفكير في استغلال مخلفات لصناعة ألعابنا بأنفسنا من هذه المخلفات كعلب الكيوي البويا والتي استعملت لصناعة عجلات سيارات الأطفال المصنوعة من الأسلاك والتي كنا نسميها الكريزية
وعلب السردين الفارغة وعلب السمنة وعلب الفول وأغطية زجاجات البيبسي الحديدية المسننة وغيرها الكثير من هذه المخلفات وكما أن الألعاب في عصرنا كانت في الغالب اجتماعية لا يقل عدد اللاعبين عن اثنين وغالبا ما تكون على شكل مجموعات وفرق ومن أعمار مختلفة ترى في المجموعة ثلاثة أجيال متقاربة وربما أكثر هذا ما تفتقده الألعاب الكترونية اليوم والتي غالبا ما يكون الحاسوب أو البليستشن هو اللاعب المقابل وماذا ترى من تفاعل بين اللاعب الحقيقي ومدخلات الجهاز المقابل من كي بورد أو مقبض البليستشن أو الاتاري كما يسمونها ومن جهة أخرى ما تسببه الألعاب الالكترونية من أمراض للعين والظهر والأعصاب وغيرها وعلى العكس ما يكتسبه الطفل من الألعاب التراثية من لياقة وصحة نفسية وجسمانية عالية وإبداع وثقة بالنفس وغيرها الكثير هذا هو البديل فإلى أين المصير والى ماذا تؤول إليه الحال بعد عشرة أعوام من ألان الله اعلم حسبنا الله ونعم الوكيل .. بقلم فادي مرعي حداد الأردن اربد حوارة