سرقة 27 قطعة أثرية من مغارة اكتشفت حديثا في حوارةإربد
اربد – جهاد دراوشة - تعرضت المغارة « المدفن « التي اكتشفت الثلاثاء الماضي في منطقة حواره بمحافظة اربد والتي يعود تاريخها الى القرن الثاني الميلادي للسرقة من قبل لصوص الاثار لحظة اكتشافها « وفق مدير اثار اربد الدكتور اسماعيل ملحم .
واوضح ان اللصوص تمكنوا من سرقة نحو 20 آنية فخارية ونحو 7 مدامع زجاجية لافتا الى ان تاريخ تلك القطع يعود للقرنين الثاني والثالث الميلاديين وانه لم يتم العثور الا على فانوسين فخاريين ومدمعة وهي مرفقات جنائزية كانت ترافق المتوفين في العادات الرومانية .
وقال انه تم ابلاغ محافظ اربد والجهات الامنية المختصة وتزويدها باسماء بعض المشتبة بهم لملاحقتهم واسترجاع القطع المسروقة لافتا الى ان سرقة الاثار تعتبر جريمة وتتسبب بفقدان كنوز اثرية .
وقال الدكتور ملحم ان الدراسات الاثرية وقياسا على مدافن رومانية سابقة فان كل متوفى يرافقه انيتان فخاريتان ومدمعة « آنية زجاجية على شكل مزهرية صغيرة « كانوا يملؤونها بالعطر ويضعونها بجوار الميت للتخفيف من رائحة تعفن الجثة .
ووجد في المدفن 10 قبور نحتت في الصخر على شكل تجاويف يحتوي كل منها على هيكل عظمي كامل فيما كان احدها ملقى في ارض المغارة على ظهره ويعتقد انه كان مصابا بالتهاب في الجمجمة والمفاصل بدلالة البقع السوداء التي بدت واضحة على جمجمتة ومفاصله .
واوضح انه يعتقد ان يكون المتوفون من عائلة واحدة وان وزن احدهم كان يصل الى 150 كغم بدلالة عظامه العريضة والكبيرة مشيرا الى ان اعمارهم تتراوح مابين 16 الى 50 سنة .
وكانت المغارة اكتشفت خلال حفريات تنفذها احدى شركات المقاولات للصرف الصحي في البلدة وان خبراء اثرييين من دائرة الاثار العامة ومدير اثار اربد تولوا اعمال التنقيب بالتعاون مع استاذين من كلية الاثار والانثربولوجيا في جامعة اليرموك متخصصين في علم العظام الاثرية .
وقال الدكتور ملحم ان القبور نحتت في المغارة التي يبلغ عمقها نحو 4 أمتار على شكل تجاويف جدارية مفتوحة لافتا الى ان حالة الهياكل العظمية كانت بحالة سيئة للغاية بسبب الرطوبة العالية في المغارة .
واشار الى ان المغارة لم تتعرض طيلة الالفين سنة الماضية لاي عبث وبقيت على حالها ووجدت بوابتها الاصلية على شكل شبابيك حجرية طولية منتظمة بطريقة هندسية لافتة .
وفي اطار متصل بدأت مديرية اثار اربد بمسوحات اثرية شاملة لجميع المواقع الاثرية في قرى والوية المحافظة بهدف تقييمها وجردها والاهتمام بها وتوثيقها .
وقال الدكتور ملحم ان محافظة اربد شهدت كثافة سكانية كبيرة عبر العصور التاريخية القديمة المختلفة لافتا ان المواقع الاثرية تتميز بتنوع فريد عز نظيره في العالم .