بلدتي حواره والثورة التكنولوجيه ومواقع التواصل الاجتماعي موقع حواره فادي مرعي حداد

إقطع حبلك السري مع هذا العالم المجنون الذي يتم تحديثه كل ثانية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عبارة منقوله من كتابات ديك الجن 
اظنه قصد هذا العالم المجنون عالم الانترنت والثورة التكنولوجيه . الذي ذهلنا فيه ودخلناه ولا نزال في بداياته بالنسبة لغيرنا من الغرب. وقد نجى منه الكثير من كبار السن الذين لا زالوا يصرون على عدم فتح حساب لهم في الفيس بوك . ورغم انني من المؤيدين لان نطور انفسنا ونواكب هذا التطور الا انني اترحم على رجل كبير اراه فتح حساب جديد بالفيس بوك . واقول في نفسي لقد ادمن هذا الشايب وخلاص . واراقب منشوراته الاولى تراه لم ينتبه للحروف الكبيره في ادخال رقمة السري او نسي تغيير اللغة ويسارع في فتح حساب اخر وينشر فيه ان حسابه القديم قد سرق ولكنه سيتعلم الطيران في فتره قصيره .
لا ادري كيف لطفل عمره 4 او 5 سنوات يدير حسابه في الفيس بوك . وتراه يقبل الصداقات ويطلبها ويشير وينشر ويكبر وتكبر معه المهاره 
واذهل من امرأة تركت ملعقة الطبخ والمكنسة وجلست الى جهازها تبحث وتقرأ وتصور كل جديد في مطبخها وترسله صديقاتها في المجموعات الهائلة التي اشتركت بها . وتعلمت من صاحباتها الكثير الذي لم يكن لتتعلمه في مكان اخر 
كلنا سقطنا في شباك هذا العالم المجنون . كلنا لا يفارق صفحته وحسابه في الفيس بوك او الواتساب . كل منا بحث واهتم بخصوصية معينه . او بعبارة عامية كلنا قد تورط في هذا الوحل ولا اظن ان بأستطاعتنا العودة الى ما كنا عليه لان قناعاتنا بالجديد اختلفت عما كانت عليه .
اذكر اولا عن نفسي : كنت من اوائل جيلي الذين اهتموا في الانترنت ولم يكن في بيتي ولا في عملي انترنت ابدا كنت اذهب الى مركز حواره للانترنت في مجمع مسجد الزاهدين وكان هذا المركز تشرف عليه بلدية اربد وقد وظفت فيه ثلاثة موظفين ولم يكن من رواده الا انا وربما يأتي شخص اخر في معظم الاحيان يعني الموظفين اكثر من المستفيدين من الخدمه وكان في المركز من 6- 8 اجهزه ثم فرحت كثيرا حين وصل الانترنت الى عملي في المدرسه بعد الثورة التكنولوجية التي اطلقها وزير التربيه وعملت جاهدا على ان يكون في مكتبي جهاز متصل بالانترنت . وفي ذلك الوقت كان معظم الناس يجهلون هذا العالم الجديد حتى بدأت الدورات العملية للمعلمين والموظفين على مستوى المملكة بتدريب الجميع على استخدام الحاسوب اولا ثم الانترنت ثانيا 
كنت قد شرعت في ذلك الوقت بفتح موقع حواره الالكتروني والشروع في النشر عن اخبار البلدة والتوثيق لكل مجريات الحياه فيها وكان الناس يتسائلون ماذا يفعل هذا الرجل وانا اصور في المناسبات وفي الزقاق وفي كل مكان .حتى تنبه لذلك جميع المغتربين ورأوا في ذلك عملا رائعا يوصلهم مع اخبار بلدتهم الحبيبه ويخفف عنهم لوعة الشوق للوطن . وجميعهم عرفوا ذلك بالبحث صدفة في قوقل فمن كان يبحث عن عشيرته يجد في اوائل البحث موقع حواره الالكتروني ومن كان يبحث عن تراث يجد في اوائل بحثه موقع حواره الالكتروني كل ذلك جاء بجهد كبير وساعات طوال كنت ارفع فيها الصور والاحداث على صفحات الموقع حتى سبقت نتائج البحث الاخرى واستقرت نتائج البحث الحوارية في مقدمة قوقل . وتلقيت الدعم من بعض المغتربين الذين اصروا على ان اواصل عملي حتى وصل رواد الموقع الى المليون . كان موقع حواره هو من اوائل المواقع الاخبارية والتوثيقية في منطقة محافظة اربد ولم يكن لمدينة اربد موقعا ولا لمدينة الرمثا ولا غيرها . عندها انتشر الانترنت في البلدة وبالتدريج السريع وظهرت ثورة الفيس بوك ونقلت العمل الى موقع حواره نيوز على صفحات الفيس بوك حتى يستطيع الكل مشاركتي في العمل ونقل الخبر . وتفاعل الناس كثيرا في ابداء ارائهم وطرح مشكلاتهم ونشر نجاحاتهم وافراحهم ونقل تعازيهم وغيرها على صفحات موقع حواره نيوز حتى اصبح كل بيت من بيوت قريتي فيه انترنت . واصبح كل فرد من افراد الاسره صغيرا او كبيرا له حساب في الفيس بوك .وكنت انقل بعض الاحتفالات نقلا مباشرا الى كل المغتربين وتصلهم اخبار اهليهم فور حدوث الحدث .بعدها جاءت لحظة لم تكن في الحسبان . سفري الى العمل في السعودية . واصبحت مغتربا عن قريتي ولم اعد اعايش الخبر وانقله بثا مباشرا . ولكني اصررت ان اتابع العمل في الموقع معتمدا على تفاعل اهالي حواره في ارسال الخبر . وفعلا تم ذلك بكل تعاون فأصبح الكل لديه كمره في جواله يصور ما يروق له وما يحب ان ينشر ثم يشارك في نشره ضمن سياسات قمت بمتابعتها والتعامل معها بكل جدية . حتى اصبح لموقع حواره نيوز مكانة في قلب كل متابعية . وكثير من الاهل قد لمسوا هذا الجهد وقدروه وعانيت ما عانيت من انتقادات كانت ترمى من هنا وهناك ولكن تجاهلت تأثيرها النفسي وتابعت المسير لاني ادركت ان لكل عمل متميز . انتقادات وان العمل مهما كان متميزا لا يمكن ان يصل الى قلوب الجميع اعتبر هذا كله بصمة واضحه وضعتها في صفحات بلدتي ونقلت للعالم اجمع ما نحن عليه حتى عرف الداني والقاصي سيرت اهلي الطيبين في هذا البلد الطيب حواره وسار على نهجي شباب من بلدات اخرى مجاوره سخروا انفسهم لخدمة اهلهم في مواقع الكترونية على غرار موقعنا وساروا على النهج نفسه حتى اصبحنا قدوة للجميع وبهذا نفتخر 
والله الموفق ولله الحمد وبه نستعين ونسأله القبول 
ابنكم: فادي حداد