الطفلة رهف غرايبة موسوعة مصغرة تمشي على قدمين
عمرها 7 سنوات وتحفظ 4200 معلومة في شتى حقول العلم والمعرفة دريد لحام سيستعين بها كصديقة ان هو شارك بـ "من سيربح المليون
تغريد الرشق
إربد- تقف الطفلة رهف غرايبة التي لا يتجاوز عمرها 7 سنوات متأهبة للاجابة عن أي سؤال يتعلق بالمعلومات العامة فورا، فاذا سألها احدهم ما عاصمة استراليا اجابت من دون تردد "كانبيرا" وعاصمة اخرى مثل تايوان تسارع بالرد "تايبيه".
ولا يقتصر ذكاء رهف وسرعة بديهتها على عواصم العالم التي تحفظ معظمها، بل يعد دماغ هذه الموسوعة الصغيرة بحجمها والكبيرة برصيد معلوماتها كنزا من المعرفة الشاملة للرموز الكيميائية جميعها وغيرها من المعلومات العامة التي يعجز بعض الكبار عن معرفتها.
فمن الخارصين الى الهيدروجين تتسلسل رهف المولودة في 11/8/1998. وتستمتع في سرد رموزها بطلاقة وبسرعة تخطف الأبصار. وتعد رهف "نابغة" قياسا بأبناء جيلها، كما يقول والدها رائد غرايبة من سكان بلدة حوارة في اربد الذي لا يعدم جهدا لإمداد رهف وشقيقيها (يوسف وإسلام) بسائر الأدوات والمواد المساعدة على تطويرهذا النبوغ والارتقاء به من كتب ووسائل تعليمية الى برامج تلفزيونية، فضلا عن قضائه وقتا طويلا مع اولاده في حوارات واختبارات وتزويدهم بالمعلومات بشكل مستمر.
وعن كيفية ملاحظة الأب نبوغ ابنته المبكر يقول إنه كان يملك مجموعة من الكتب موضوعة في مكتبة المنزل وسأله ابن شقيقه بحضور رهف، التي لم تتجاوز السنتين حينها، عن اسماء هذه الكتب وذكرها له. ويتابع بأنه رأى ابن شقيقه لاحقا وسأله اذا كان يتذكر اسماء الكتب ليفاجأ بأن من يتذكرها هو ابنته ذات العامين التي بدأت بـ"كر الأسماء تباعا"، ما اصاب الوالد بدهشة كبيرة.
ويضيف انه بدأ بمتابعتها اولاً بأول. كما عمل على تزويدها يوميا بمعلومات جديدة عن طريق الحركة والاشارة.
وعن اسلوب الحركة والاشارة التي يتبعها مع رهف يوضح "احاول ان آخذ فيها براءة اختراع عن طريق الحركة والاشارة، فأنا استخدم يديّ واصابعي لتقريب المعنى للطفل". وفي مثال على هذا يشرح "حتى أعرّف بالأديبة مي زيادة مثلا اضع يدي على فمي وكأني اشرب ماء، واعبّر بيدي الأخرى عن معنى كلمة زيادة اي اكثر، فيصبح المعنى واضحا ويتذكر الطفل فورا ما هو جواب السؤال بمجرد رفع يدي باتجاه فمي".
ويعمل غرايبة على اعادة المعلومات دائما على مسامع ابنائه، فـ "كلما شعرت أنني اعطيهم كميات كبيرة من المعلومات اراجعها معهم لأتأكد من انها رسخت في أذهانهم على مدار الأيام".
اما زوجته رائدة الشناق التي تفرغت لأطفالها واكتفت بالعمل كربة بيت، رغم تخصصها في مجال تصميم الأزياء، فتركز على مراجعة دروس ابنائها اولا بأول ويوميا عند عودتهم من المدارس، وتتابع معهم معلوماتهم العامة بشكل يومي عن طريق اللعب والأحاديث الجانبية.
وتذكر رهف طالبة الصف الثالث الابتدائي معلومات متعددة منها الأدبية والعلمية والرياضية والعلمية. وتشمل معلوماتها شخصيات كزرياب، وملاحم كالالياذة ،اضافة الى علماء ومخترعين ومواقع تاريخية وقادة معارك، الى جانب عملات وتاريخ دول العالم، واسماء الحيوانات واصواتها.
وتقول رهف إنها بدأت بالقراءة وعمرها سنتان. كما تؤكد انها تعرف انها تختلف عن بقية ابناء جيلها، لأنها تعرف كما هائلا من المعلومات يضاهي ما يعرفه المثقفون الكبار.
وتتمنى رهف ان تشارك في أحد برامج المسابقات لأنها عندما تشاهد ايا منها على التلفاز فانها تسبق المتسابق في الاجابة عن الأسئلة. وفي هذا السياق تشير الى ان الفنان السوري دريد لحام قال عندما التقاها انه لو شارك ببرنامج من سيربح المليون فسيتصل بها كصديقة لانها تمثل موسوعة نادرة. ويذكر والدها انها التقت لحام عندما كان في زيارة لاربد وانه ابدى اعجابا كبيرا بتميزها كطفلة.
ولاحظت معلمات رهف تميزها فور دخولها المدرسة. كما لاحظن تفوقها الفارق وذكاءها المتميز عن بقية الطلبة. بيد أن أباها يشكو من قلة الاهتمام بعبقرية ابنته واخويها مستشهدا بدفتر مليء بأرقام هواتف الصحف الأردنية والمحطات الفضائية المحلية والعالمية، وبأنه اتصل بهم جميعا لتسليط الضوء عليها. وعن هذا يقول "في الدول المتقدمة يلاقي الطفل المتميز والعبقري اهتماما اعلاميا كبيرا، كما يلقى اهتماما مماثلا من الدولة لأن مثل هؤلاء سيكونون علماء المستقبل إن وجدوا العناية والاهتمام الضروريين لتنمية مواهبهم وصقلها".
واستضاف التلفزيون الاردني الطفلة رهف ضمن برنامجي "يسعد صباحك" و"ستون دقيقة"، بعد ان نشرت وكالة الصحافة الفرنسية Afp خبرا خاصا عنها العام 2001 . وظهرت، كذلك،على شاشات محطات عربية مثل Mbc وقناة ابو ظبي الفضائية، والتلفزيون السوري. كما ذكرتها مريم نور في برنامجها (صحة وصحوة) قائلة ان "هذه الطفلة تذكرها بالعلماء السابقين في صغرهم".
ويعلق رائد "قبل ان تنشر الخبر هذه الوكالة الأجنبية لم يكترث احد محليا لرهف بالرغم من اني اتصلت بهم واخبرتهم بموهبتها وقدراتها الاستثنائية".
وتتمنى رهف ان تقابل جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا لتعرفهما بنفسها وبقدراتها. كما تطمح لأن تصبح طبيبة في المستقبل.
اما اسلام شقيق رهف الذي يبلغ 5 سنوات فهو سريع البديهة ويحفظ المعلومة من اول مرة. ويحوز طالب الصف التمهيدي دائما على رضى معلماته اللواتي يطلقن عليه لقب"الطفل الذي لا يمحو" لأنه يكتب اجابات صحيحة من المرة الأولى فلا يضطر لمحو اي شيء كتبه.
ويبدو ان الذكاء الفطري ينتشر في العائلة كلها، بحسب رائد، الذي يعمل في مجال الخدمات العامة،لأن اولاد اخيه هم الاخرون مميزون ومتفوقون في صفوفهم المدرسية ويختلفون عن بقية اقرانهم من حيث الذكاء وسرعة البديهة.
ويناشد والد رهف الدولة بأن تهتم اكثر بالأطفال النابغين، وان تخصص لهم مؤسسة تعنى بشؤونهم وابداعاتهم وتتابع تطورهم ليصبحوا سفراء العلم لوطنهم في العالم، وتوظف الأشخاص المؤهلين للتعامل مع هذه الفئة من الأطفال.
كما يتمنى ان تهتم وسائل الاعلام اكثر بهذه الطفلة التي تحفظ ما لا يقل عن 4200 معلومة في شتى حقول العلم والمعرفة.