المعادلة الرباعية ( فلاح وحصان ومحراث وارض)
هذه المعادلة قلة منا يعرف معناها قلة منا عرف وجه الترابط بينها
انها اقدم معادلة في التاريخ اذا اجتمعت هذه الاشياء في مكان فلن يجوع اهله ابدا
دعوني احدثكم عن عود الحراث الذي هجرناه ونسيناه وصار ذكرى منسية في عقول الكبار منا
لقد اوجدوا اسما لكل قطعة فيه ولكن بدون ان يكون له كتالوج كما في الات اليوم فقد كانت قطعه محفورة في ذاكرتهم
قبضة العود تسمى الكابوسة والبرك والناطح والذكر والوصلة والشرعة والحواه والرياح والكدانه والفجلة والسكة
عود الحراث ذلك الصديق الحميم الذي لازم اباءنا واجدادنا في اشهر الشتاء يحرث معهم الارض يفلحها لهم.. يتكئون عليه اذا تعبوا فيتكفل الحصان بسحبهم مع العود بانسجام وحنان ويتغير وجه الارض وتخلع ثوبها الرمادي الذي اكتسته في الخريف لتلبس ثوبها الاحمر القاني.. انه بلون الدم الذي احب تلك الارض. وليرسم عليها الربيع من ازاهيره اجمل الالوان
عود الحراث هو روح الارض الذي يشق اتلامها لتستقبل غيث السماء ولينثر فيها الفلاح بذوره فتخرج يانعة بإذن أحكم الحكماء
ترى العود يشق الارض. فيترك خلفه اتلاما. تهرب منها رائحة الارض تجذب النفس اليها ..الى عبقها وعبيرها المنثور.. الله ما اطيب هذه الرائحة نعم كلنا يحن الى تلك الرائحة انها رائحة امنا التي منها خلقنا ...
كنت ارى المرحوم عوض المفلح الشطناوي رحمه الله وهو ينقع قطع العود في الماء ثم يركنها الى الحائط ويضع عليها الاثقال لتتخذ الشكل الذي يريد ويحمل بيده قدوما صغيرا يضرب به في اماكن معينه فيخرج من تحت يديه العود كأنه منحوت من قطعة واحدة
كان يعرف من أي الشجر يقطع العود وفي اي شهر لقد علمته الحياة انسب الاوقات لصناعة تحفته
كنت صغيرا وانا اسير بجانب ابو رضوان خالد المزيد الشطناوي عليه من الله أوسع الرحمات وهو يقرأ الارض بامعان ، فيتدبر متى يشق ، ومتى يفلح، كان هو الشخص الوحيد القادر على فك شيفرة الارض ، بالاعتماد على فطرة نقيه كالتراب.
حبات العرق المتساقطة من جبهته فوق اتلام الارض كانت اولى تباشير السماء بنزول الماء فقد سقاها من عرقه فاصبح حقا على الله ان لا يضيع سعيه
كنت اتمنى لو يستريح قليلا ليسقي دابته فامسك برسنها واقودها الى البير لتشرب او يقدم لها عليقة لتاكل
وانظر هناك الى بقايا رماد دفن فيها ابريق شاي وكأس على الارض مكفية نعم انه نفس الشاي الذي نشربه لكن لونه وطعمه يختلف لقد تشبع برائحة عيدان الزيتون وطعم الزعتر.
ابو رضوان ذهبت فتركت الارض خلفك قفرا
ايها العود لقد غبت عنا فغابت الخيل وغاب معها الخير
نمت على امل ان تصحو في فجر يوم جديد ولكن فلاحك ما زال نائما
فمن يوقضه
بقلم / نبيل الخصاونه النعيمة اربد