اتمنى ان اكون في قريتي بين اهلي واحبتي في يوم العيد
لقد انهى امام المسجد صلاة العيد ,واخذ الناس يخرجون من المسجد الكبير من بابه الواسع ,وفي ساحة المسجد الخارجية ,كنت اقف انظر الى الناس يقبلون بعضهم ,ويتبادلون التهاني والتبريكات ,والفرحة والبسمة ترتسم على وجوههم , واخذت بكل قواي احدق بهم ,كي اعرف واحدا منهم ,ابادله القبل والتهاني, لكن سرعان ما نزفت العيون دمعا . واعتصر القلب انينا. عندما ادركت اني غريب بين هذه الجنسيات في دولة الامارات بمسجد الشيخ زايد في ابو ظبي. قبل خمسة عشر عاما .ولا يزال هذا الجرح ينزف دما في احشائي .وانا في تلك اللحظات ابحث عن قبلة ارسمها على خد قريب او شخص من قريتي, او حتى من بلدي الحبيب .اوكلمة اقولها او اسمعها( كل عام وانت بخير).وبكيت على اهلي وناسي واحبتي . كم كانت تبعدني عنهم المسافات ...رجعت لشقتي محّمر العيون ...دفنت نفسي بين جدرانها ,اتذكر رائحة خبز امي ليلة العيد ,ورائحة القهوة في بيت والدي في وقت الفجر ,و تذكرت تكبيرات الجيران واولاد حارتي ..ولمة الاهل في فاطور العيد عند امي ..وقد اعدت لنا اعز ما لديها وطاب من الجبنة والمقدوس والزيتون والحمص والفلافل , والبيض المسلوق وعلى راسها اقراص العيد المشبع بالزيت , ونحتسي بعدها القهوة ,ويوزع علينا حلوى العيد ,ويبدأ الكبار بتوزيع العيديات على الصغار, ليطيروا بها فرحا ..تغمرهم فرحة بالعيد ,يكونون بها اسعد ما يكون الصغار ,بعد ان يكون الاهل قد اشتروا لهم ملابس العيد المنتقاه ,من الرأس الى اخمص القدم, ينظرون للجميع حولهم فما يجدون, الا ابتسامات صادقة, من قلوب رمت الهموم والاحزان, فلا يفكر الناس فيه الا بالحب والمحبة ,والتواصل والألفة, والتودد والتراحم ...كأنه عيد غطى على كافة الاعياد ,فهو عيد الحب وعيد الام وعيد الاسرة, وهو في نظري دائما (عيد الفقراء) ,,,,
العيد في قريتي يختلف كل الاختلاف عن اعياد العالم , له رائحة لا اشتمها الا في قرتي حوارة .له اصوات وله اجواء ليلية , صاحبتنا منذ الصغر,لم اشتمها ولم احس بها حتى وانا معتمر قرب الكعبة في الحرم المكي صباح العيد كنت افتقد حواره, وهذه الاعياد لم تسجل في ذاكرتي احساسيس كما هو العيد في حارات قريتي وامام الدكاكين حيث كنا نلتقي صغارا يحمل كل منا عيديته في جيبة يشتري من الدكان ما لذ له وطاب ,وها انا امام دكانه فهد اللوباني . نتنقل منها الى دكان ابو حسين وعبد الهادي الكيلاني وابو ناجح رحمهم الله جميعا ..فهذا اليوم بمثابة يوم الطفل العلمي للتسوق. وهو يوم الاسرة العالمي ,وهو ايضا يوم قريتي العالمي ... تزدان الدكاكين بالالعاب وتتلألآ البيوت بأنارة خاصة ,ويلبس الناس اجمل ما لبسوا ,ويخرج الكل من البيت في رحلة جميلة لزيارة الاقارب وقضاء اجمل الاوقات في الحدائق ومدن الملاهي والمولات . سيبقى العيد في قريتي اجمل ......سيبقى العيد في قريتي اجمل..سيبقى العيد في قريتي اجمل .. وكل عام وقريتي بخير
من كتابات فادي حداد 2010