10 إبريل 2010البلد: حوارةالإيميل: [email protected]التليفون: 0777933776قادم من صفحة: /postaقمح قبل شهر تقريبا كتبت للصديق موسى حوامدة في زاوية انشغالات الكاتب الأردني التي يشرف عليها في جريدة الدستور: (منشغل بالزراعة ، وكتابة الرواية: كتبت رواية عن السجن ، وزرعت 50 دنما قمحا.. اعتبر ذلك نشاطا اجتماعيا ولا أتوقع أن أجني ربحا كبيرا رغم أن المطر جيد هذا الموسم ، أما الرواية .. فبمقارنة الجهد والوقت الذي لو منحته لأي عمل آخر لكان ذا جدوى أفضل... في قريتي حوارة لا يجوز أن تظل الأرض "بورا".. وعلى الكاتب أن يروي ورقه.. الكتابة والزراعة متعتي الخاصة التي لا أنتظر ربحاً أو تقريضاً لوفائي لهما ..) نعم، في بلادنا لا نجني ربحاً وفيرا من الزراعة، أما كتابة الروايات فهي "مخسّرة".. لكني سعيد بهما (الزراعة ، والكتابة) لأني بهما أحقق حريتي الشخصية.. قد تضيق الدنيا بوجهي أحياناً عندما يستحق قسط الجامعة لأولادي.. لكنها دائماً "تفرج" . إبان طفرة البورصة جاء سمسار ومعه مستثمر دفع لي نصف مليون دينار في "دعيبس" قطعة الأرض الشرقية التي زرعتها قمحاً.. العرض كان مغرياً.. ولكني لم استطع أن استوعب كيف ستصير حياتي وحياة أولادي إذا كان تحت تصرفنا نصف مليون دينار! (لم يعجبني أن أصير نصف مليونير) فلجأت إلى حكمة أبي الذي أوصانا: الأرض التي اشتريتها أنا بتعبي أمنحكم حق التصرف ببيعها.. أما الأرض التي ورثتها من أجدادي فعليكم أن تورثوها لأحفادي.. يقول هيغل: الإنسان لا يولد حراً وإنما يأتي للعالم مع إمكان أن يصير حراً.
قمح *هاشم غرايبة يوم الجمعة ذهبت وعائلتي إلى القرّام (حقلنا الغربي).. زرعنا باميا وقثاء وبندورة ودوار الشمس.. وغنّى الأولاد محوّرين شعر الحبيب الزيودي.. (صباح الخيرْ يا قرام .. يا حنّه على حنّه.. يا فوح الخُزامى والندى.. ويا ريحة الجنّة.. صباح الخير يا قرّام يا قثا على قثا..) شربنا من ماء البير، وتغدينا مقلوبة فول من نتاج أرضنا.. وغلينا الشاي على الحطب.. ولعبت مع الأولاد لعبة (الكيزة) وغلبوني.. (والله مانا بحال أميركا. البير مليان مي. والكوارة مليانة قمح. والشكوة مليانة لبن. والشونة مليانة حطب).. هذه المقولة لختيار من بلدنا قالها في ستينيات القرن الماضي لما بدأت تصلنا المساعدات الأمريكية بأكياس وصناديق موشومة بيدين متصافحتين ومكتوب عليها (USA هدية من شعب الولايات المتحدة ).. وما علق في الذاكرة من تلك المساعدات هي تلك السراويل البيض الموشاة بعلم الولايات المتحدة التي كانت تخيطها لنا أمهاتنا من الأكياس الأمريكية البيضاء ونرتع بها في العطلة الصيفية.. أما القمح الأمريكي الأحمر فكان ينظر له بازدراء مقارنة بالقمح البلدي (القارح).
بقلم الكاتب / هاشم غرايبه ... 10/نيسان/2010